يُعد التعليم العالى من أهم موارد القوة الناعمة للدول المعاصرة، وأداة استراتيجية تعتمد عليها فى تحقيق مصالحها السياسية والاقتصادية القومية فى إطار العلاقات الدولية القائمة على التفاهم والتعاون والصداقة بين الشعوب. وتتعدد آليات قوة التعليم العالى الناعمة؛ منها: المنح والبعثات الدراسية، برامج التبادل الأکاديمى، استقطاب الطلاب الدوليين، وتصدير التعليم العالى. وثمة تأکيد أن وجود التعليم العالى فى حد ذاته لا يعنى کونه أحد موارد القوة الناعمة للدولة؛ إلا إذا تم إدارته وتوظيفه بشکل جيد وربطه بمصالح الدولة الداخلية والخارجية. ومن ثم، يسعى البحث الراهن إلى طرح مجموعة من الإجراءات لتفعيل القوة الناعمة للتعليم العالى المصرى في ضوء خبرات الصين وروسيا والولايات المتحدة، وبما يتفق مع السياق الثقافي المصرى؛ بما يُمکن الدولة المصرية من تحقيق مصالحها القومية فى ظل مبادئ التفاهم والتعاون والصداقة مع دول وشعوب العالم. وفى سبيل ذلک يستخدم البحث مدخل هارولد نواة Harold Noah وماکس أکستاين Max Eckstien في البحوث والدراسات التربوية المقارنة.