تهدف هذه الدراسة إلى محاولة الکشف عن حالة المشارکة السياسية للنساء في الريف المصري بعد ثورة يناير والعوامل البنائية المؤثرة في هذه الحالة.وبناء على ذلک فإن الدراسة الراهنة تنطلق من تساؤل رئيسي مؤداه: ماهي ملامح المشارکة السياسية للنساء في الريف المصري بعد ثورة25 يناير؟ وماهي أهم العوامل البنائية في الريف المصري التي أسهمت في تحديد ملامح هذه المشارکة؟         وتنطلق الدراسة من المنهج الوصفي التحليلي بالاعتماد على الأسلوب الکيفي في التحليل من خلال المقابلة ودراسة الحالة کأدوات لجمع البيانات ولقد تم إجراء الدراسة على قرية ميت عاصم التابعة لمرکز بنها بمحافظة القليوبية على عينة عمدية بلغت (30)حالة، من خلال الاسترشاد بدليل للمقابلة. ولقد تم تقسيم عينة الدراسة إلى ثلاث فئات أساسية. فئة الأسر التي نشاطها الاقتصادي الرئيسي الزراعة، وفئة الأسر ذات النشاط الاقتصادي الحرفي المتنوع، وفئة الموظفات في القطاع الحکومي.         ولقد استغرقت الدراسة الراهنة، ثلاثة أشهر بدءًا من أول أغسطس الى نهاية أکتوبر عام2020م ولقد حصلت الدراسة إلى جملة من النتائج من أهمها أن العوامل البنائية في المجتمع المصري قد لعبت دورًا مهمًا وفاعلاً في المشارکة السياسية للنساء في الريف المصري سواء بالفعالية والنشاط أو بالتراجع والضعف حسب الفئات والشرائح الاجتماعية، وتمثلت هذه العوامل في الموقف من ملکية وسائل الانتاج الاجتماعي، والانتماء الطبقي، والمستوى التعليمي والوعي الاجتماعي، حيث کشفت الدراسة أنه کلما تزايد تأثير هذه العوامل وارتفعت في درجتها، کلما ارتفعت معدلات المشارکة السياسية للنساء في الريف والعکس صحيح.         کما أوضحت نتائج الدراسة أن النساء في الريف لازلن يعانين الاستبعاد والتهميش في الحياة السياسية والاجتماعية سواء قبل ثورة25يناير أو بعدها.