يهدف هذا البحث إلى إبراز أهمية منصب عميد العراق، ودوره في الإدارة السلجوقية لبلاد العراق خلال عصر سلاطين السلاجقة العظام (447 ــ 552 هـــ / 1055 ــ 1157 م)؛ ذلک أن سلاطين السلاجقة منذ دخولهم بغداد لم يتخذوا منها مرکزاً لهم، بل استقروا في مراکز حضارية مختلفة اعتبروها عواصمهم، ومن ثم استحدثوا وظيفة عميد العراق، ويطلق عليه أحياناً عميد بغداد، وکذلک رئيس العراقين، الذي کان بمثابة نائباً عن السلطان السلجوقي في العراق، واتخذ من بغداد مقراً له، وکان تعيينه يتم من قبل السلطان السلجوقي، ويتعاون العميد مع الشحنة في إقرار الأمن والنظام في إقليم العراق، غير أن سلطات العميد واختصاصاته کانت أوسع من تلک السلطات والاختصاصات الموکلة إلى الشحنة؛ فالعميد يشرف على العراق بأکمله، بينما يقوم الشحنة بالإشراف على المدن کمدينة بغداد أو مدينة البصرة أو غيرها من مدن العراق، لذلک کان الهدف من هذه الوظيفة ضبط الأمور والأحوال الإدارية والأمنية في العراق لضمان استمرار الحکم السلجوقي.