کان الأمير شمس الدين آقوش البرنلي تعبيراً صادقاً عن العصر الذي عاش فيه، و هو عصر زوال ملک الأيوبيين الذينساد بينهم الانقسام و اعتمدوا في توطيد أرکان دولهم أو دويلاتهم على الإکثار من جلب المماليک، و قيام دولة المماليک البحرية في مصر و ما واجهته هذه الدولة من عقبات و ما صاب قيامها من تآمر و اقتتال داخلي.و فطن البرنلي بذکائه الشديد إلى أنه لن يصل إلى المکانة اللائقة به کواحد "أکابر" مماليک الملک العزيز غياث الدين الأيوبي لما انطلقت القوات المملوکية من دمشق بقيادة الأمير بلبان الرشيدي 659هـ 1261م لقتال البرلني" المتغلب على حلب ".فلما وصلوا إلى حماة خرج البرنلي من لب و قصد حران، فتعقبه الرشيدي، بينما نجح نائب حلب الجديد في دخولها.و باقتراب الرشيدي من نهر الفرات، اضطر البرنلي إلى الرحيل عن حران و قصد قلعة القرادي، فحاصرها، حتى أخذها من التتار عنوه و نهبها، و في غضون ذلک عاد الرشيدي إلى مصر، بينما رجع البرنلي إلى البيرة، و بعث جماعة من أنصاره إلى حلب. و ين سمع بذلک نائب حلب الجديد، فر هارباً من حلب و د خل البرنلي حلب إذ خشي نائب حلب الجديد عودة البرنلي.