إن الانسان هو ابن بيئته ، تعکس سماتها عليه بشکل مباشر ، فيتلون بالوانها، ويتشرب مضمونها، وتتکون شخصيته وتتبلور ملامحها النفسية وتتفجر ينابيع ابداعاته اذا تهيات ظروف الواقع الحياتي لذلک.شاعرا عبد الله ابن المعتز نشا في بيت رفاهية وعز، حيث احاطت به مظاهر الفخامة، وسمات الترف الحياتي، مما طبع شخصيته بالرقة وبدأت مشاعره وشجايا اکثر حساسية.کان مولده بسامراء العراق في سنة 247 للهجرة.ابوه هو الخليفة المعتز ابن المتوکل ابن المعتصم ابن الرشيد.امه کانت جارية، يقال انها من اصل رومي...ورث ابن المعتز عن ابيه طباعه، معظمها، فقد کان مثيلا له في جميل سجاياه ورقيق مشاعره، فوق ما عرف عنه من زکاء وصفاء زهن، وبالرغم من نشاته المتنغمة الا انه انقب على القراءة منذ صغره، وتعلم على يد جماعة من نابهي عصره،يذکر منهم المؤرخون ودارسوا حياته ان العباس ابن المبرد وابا العباس يحيى ابن ثعلب کما اخذ ابن المعتز من العلوم العربية والاسلامية بشکل خاص، ذلک حين حدث اضطراب وثم تلک الحقبة، اذا باعد ذلک بينه وبين الاخد من العلوم العقلية والفلسفية، او علوم اليونان الوافده بشکل عام، ومن ثم غلبت عليه اشعاره بصورة عامة الروح العربية الاسلامية.