إن مفهوم الحرية مثال حى للأخلاق الظاهرة بين الحضارات والثقافات الإنسانية المختلفة لکونها من أهم وأعقد القضايا التى عنيت بها البشرية على اختلاف مذاهبها ومشاربها الفکرية والعقدية مما جعل الاتفاق على تحديد موحد لمفهوم الحرية يعد من الامور الصعبة جدا بل الأشبة بالمستحيل فما يراه مجتمع فکرى معين قد لا يکون کذلک عند غيرة من المجتمعات المخالفه لة ويتفقون فى وجود ضوابط وقيود لتحقيق مفهوم الحريات بأنواعها. ولتقريب الصورة بين مفهوم الغرب للحرية ومناداته بها وتسخير جميع فاعلياتة الثقافية والفکرية والسياسية والاجتماعية لتحقيقها وبين المفهوم الاسلامى للحرية الذي يعتبره نتاج اجتماعى تاريخى تمتد جذورة بعيدا فى أعماق الماضي وله أصولة المعاصرة التى تعين على استيعاب مفهومه فى سياقه المتکامل و الخلاصه أن الحرية رمز للقيم فلابد أن تکون متوافقه مع السمو الرقي لتلک القيم ولزاماً أن تکون هذه الحرية عقيدة واعية منضبطة بالوحى الإلهى وهو ما تحققه الحرية فى التربية الإسلامية.