التمهيد: يمتد تاريخ فئة الموظفين فى مصر إلى فترات بعيدة ، حيث کانت شريحة الموظفين تشمل أصحاب الوظائف الادارية العليا وهم الباشوات والبکوات وهم عناصر الأتراک والجراکسة والأرمن وموظفو الدواوين والإدارات الحکومية والمستخدمين والکتبة وأصحاب الوظائف الفنية وهم الآغلبية الذين يتلقو التعليمات والأوامر ويعملون على تنفيذها ، وقد حدثت عدة مؤثرت اقتصادية وسياسية وثقافية جعلت هذه الفئة تأخد طابعاً متميز فى کل مرحلة. ولم يکن التحاق المصريون بالوظائف أمر سهلا ، فقد کان من الضرورى أن يکون هؤلاء على درجة کبيرة من المهارات والبراعة لکى ينالو هذه الوظائف وقد ظل محمد على يعتمد على الاجنب والاقباط فى شغل الوظائف الفنية والادارية العليا ، وحين استشرى الفساد فى الادارات والمصالح الحکومية رأى محمد على إحلال المصرين فى وظائف الحکومة فأوفد من عام 1813 إلى عام 1847 عناصر منهم ضمن البعثات على أوروبا ، کما سمح لهم بالالتحاق بالمدرسة التى أنشئت عام 1829 لتدريب الموظيفين على الوظئف الفنية والمدنية والعسکرية. وقد اتجهت سياسة الاحتلال الى الحد من التعينات وعدم تعيين أحد فى وظيفة خالية يبلغ راتبها 2000قرش شهريا إلا بعد الاستئذان من مجلس النظار، وکان الهدف من ذلک افساح المجال لتعيين لاجنب فى الوظائف الادارية العليا والمتوسطة وليس فى وظائف الخدمة السيرة ، وهم القواصة والسعادة والطوافيين والبصاصين وغيرهم لأنها ليست مجالا لعمل الأجانب.