يحاول الباحث أن يبرز دور المرأة المسلمة فى بداية الدعوة الاسلامية وفى مرحلتها السرية، ممهدا لهذا البحث بذکر ما کانت عليه العرب فى الجاهلية فى النواحى الاجتماعية والنظم السياسية والدينية، لأن ذلک العصر الجاهلى کان مرتبطا وثيقا بمرحلة الدعوة السرية، کما أن الباحث حاول فى محاور البحث الثلاثة أن يوضح تلک التقاليد والعادات التى کانت تحضا بها المرأة، وخاصة ذات الشرف منهن، إذ إن من اسلم منهن وخاصة من سيدات قريش لعبن أدوار باهرة فى نصرة الاسلامية، ولم يکن بمقدور صناديد قريش الحد من نشاطهن، لأن تلک التقاليد التى کانت مرتبطة بالشرف تمنعهم من الإقدام على الإساءة للمرأة مع ان المعلومات التى مدتنا المصادر بها فى هذه الفترة الزمنية کانت شحيحة جدا، والغالب ان دور المرأة التى عملت فى خفاء کان أکبر مما ذکرته تلک المصادر، وعلى اى حال فقد تکفلت محاور البحث بتبسيط تلک المعلومات وتحليلها تحليلا تاريخيا متبعا فيه المنهجية الحديثة وقد وضحت ذلک من خلال البحث التالية : اولا المجالات الدعوية التى اسهمت بها المرأة فى مرحلة الدعوة السرية : بدأ هذا المحور بتمهيد مبنيا فيه أثر صدق النبى ونشأته وأسلوب دعوته فى نجاح الدعوة فى المرحلة السرية، ثم المجالات الدعوية التى قامت بها المرأة فى هذه الفترة من الانفاق فى سبيل الدعوة ثم المواساة ثم نقل تعليم القرآن الکريم.