للکاتبة شيمة الشمرى مجموعة قصصية بعنوان "ربما غدا" يبلغ عدد قصصها تسعا وتسعين قصة ونظرة الى العنوان "ربما غدا" تکشف عن مکنون نفسى شديد التوتر ، ان هذا العنوان ينقل المتلقى عن التساؤل عما تقصده الکاتبة کما يدفعه الى التفکير فى کل ما يتمنى تحقيقه ولا يتحقق عن طريق الواقع ثم يمنى نفسه بتحقيقه فى الغد وتنتمى قصص المجموعة الى ما يشبه القصة القصيرة جدا مختلفة الشکل والبناء عن القصة القصيرة بمفهومها التقليدى فهى تقوم على اختزال اللغة وتعنى بوحدة الأثر مثلها کمثل القصة التقليدية ولکن من خلال لحظة واذا کانت الحبکة بشکلها التقليدى ترکز على الفعل فانها فى هذا الشکل تتطلب الفعل ورد الفعل. وحين يتم الولوج الى داخل القصص تتراءى وجوه النقد الاجتماعى ويفوح منها عبق التهکم تارة وعبق السخرية المريرة تارة اخرى والقصص جميعها مرتبطة بالبيئة الزمنية الحالية وتنبىء عن رؤية واعية لتقلبات الزمن ورؤية فى الحياة والمجتمع والفکر والسياسة ورؤية ترسخ القيم والمعانى الانسانية العميقة.