تاريخ مکة قبل منتصف القرن الخامس الميلادي يسوده الغموض، إذ أننا حتى اليوم لا نملک من تاريخ مکة أثراً جاهلياً يعيننا على التأريخ لها بشکل صحيح، فأغلب ما وصلنا عنها لا يتعدى بضع إشارات في التوراة، ونتف مبعثرة عن الکتاب اليونان والرومان وتحديداً عند بطليموس الجغرافي والتي تعد إشارته عن مکة الوحيدة عند هؤلاء الکتاب، إلا أن ذلک لا ينفي وجودها منذ القدم والذي رجحنا أن يکون منذ منتصف القرن التاسع عشر قبل الميلاد.  لذلک جاء اعتمادنا في دراسة تاريخ مکة منذ نشأتها على ما جاء عنها في کتب الأخبار حتى يأتي يوم ويتمکن فيه الأثريون وبعثات التنقيب من الکشف عن نقوش أثرية تلقي الضوء على تاريخ هذه المدينة المقدسة وکشف الجوانب الغامضة من تاريخها.