Subjects
-Tags
-Abstract
يمثل شعر الأمير تَمِيم بن المُعِزِّ لدين الله الفاطميّ صورةً ناصعة لما کان عليه الشعر الفاطمي في مصر إبَّانَ القرن الرابع الهجري، ومن أسفٍ أن هذا الشعرَ قد أصابه ما أصاب التراث الأدبي للدولة الفاطميَّة من ضياع؛ نتيجة جملة من العوامل؛ أهمها: إقبال الأيوبيين –متذرعين بالدفاع عن الدين -على حرق التراث الأدبي للفاطميين، وحتى منتصف خمسينيات القرن الماضي لم تکن لنا معرفة بشعر تميم بن المعز؛ اللهم إلا ما ماورد من شذرات متفرقة في کتب التاريخ والأعلام وبعض المصنفات والمختارات الشعرية؛ فضلاً عن مقالة موجزة للأستاذ حبيب زياتنشرها قي عام 1953م أشار فيها إلى بعض جوانب شعر تميم من خلال مخطوطاته التي أتيح له الاطلاع عليها في دار الکتب بليدن بهولندا، إلى أن قيض الله رجلاً هو العالم الباکستاني الأستاذ محمد حسن الأعظمي، الذي قدم لدار الکتب المصرية نسخة مخطوطة من شعر تميم بن المعز جمعها من بطون الکتب والمخطوطات؛ فعهدت بها الدار إلى العالمين الجليلين: محمد يوسف نجاتي ومحمد علي النجار اللذين حاولا ضبط النسخة مستعينين بجهد العالم الجليل الأستاذ الدکتور محمد کامل حسين، الذي يُعزَى إليه الفضل في إخراج التراث الفاطمي إلى النور، وکان نتاج تعاونهم إخراج نسخة مکتملة من الديوان نشرتها دار الکتب المصرية عام ألف وتسعمائة وسبعة وخمسينوعلى الرغم من أن الديوان لا يضم کل ما کتبه تميم من أشعار؛ إذ "يبدو أن ديوانه قد جمع بعد أن کان شعر الأمير قد تفرق وضاع جانب منه "فإن الجهد الذي بذله محققو الديوان قد أسهم في تعريف النقاد والأدباء والقراء بوجه عام بشعر تميم، وما يمثله من حالة شعرية خصبة، وصورة لما کان عليه الشعر في مصر على عهد الدولة الفاطمية .
انتهى الباحث من دراسته إلى جملة من النتائج أهمها :
- تعد المقطعة الشکل الشعري الغالب على مقطعات تميم؛ إذ ترددت في شعره سبعاً وأربعمائة مرة من إجمالي خمس وستين وخمسمائة قصيدة؛ أي ما يمثل اثنين وسبعين بالمائة من مجمل إنتاجه الشعري .
- حدد الباحث المقطعة في شعر تميم بعشرة أبيات فأقل جرياً على رأي ابن رشيق؛ إذ إن الحد الذي يشهد تداخلاً بين القصيدة والمقطعة يقع ما بين العشرة أبيات والعشرين بيتاً .
- تمثل المقطعة في شعر تميم نصاً شعرياً يمتلک سمات أو خصائص تجعلها نوعاً شعرياً يجاهر باختلافه عن القصيدة، وقد مالت الدراسة إلى ترجيح القول إن المقطعة في شعر تميم نوع شعري أصيل يتسم بالاستقلالية، الأمر الذي ينفي عنها شبهة الاقتطاع من قصائد طوال؛ معتمدة في هذا الترجيح على ثلاثة عوامل رئيسة.
- تنوعت قيم العطاء المضموني التي انتظمتها مقطعات تميم، وقد قسمها الباحث بحسب ما لها من حضور کمي إلى أغراض کبرى تمثل إحدى وثمانين بالمائة من إجمالي مقطعاته، وهي موضوعات الغزل والوصف والمديح والخمريات والإخوانيات، وأغراض صغرى تمثل تسعة عشر بالمائة من إجمالي مقطعاته وهي موضوعات الشکوى والتوقيعات الشعرية والهدايا والفخر والرثاء، وعلى الرغم من نزوع تميم نحو المعاني التقليدية لدى تناوله تلک الأغراض؛ فقد لاحظ الباحث بعض جوانب التجديد وظواهره داخل کل غرض، وبخاصة الغزل والتوقيعات الشعرية، کما لاحظ تأثر الشاعر بالبيئة المصرية في الوصف خاصة، وتأثره بقضايا المعتقد الفاطمي في جل أغراضه وبخاصة الفخر والمديح.
- تنوعت عناصر الأداء الفني في مقطعات تميم، وقد درسها الباحث من خلال ثلاث ظواهر رئيسة وهي : التشکيل اللغوي والأسلوبي، والصورة الشعرية والموسيقى.
- اتسم تميم في لغته بما يعرف بموسوعية الامتياح؛ إذ امتاح معجمه اللغوي من عدة مظان؛ أهمها: القرآن الکريم، ومعتقدات الفاطميين، والبيئة المصرية والثقافة العربية والثقافات الأجنبية، کما ألح على بعض الظواهر اللغوية والأسلوبية مثل: استعمال الغريب، والحوار، والتناص، والاعتراض.
- تنوعت المصادر التي امتاح منها تميم صوره الشعرية في مقطعاته کالقرآن الکريم، وقضايا المعتقد الفاطمي، والثقافات الأجنبية، ومال في مقطعاته إلى الصورة التشبيهية التي تنوعت علاقة طرفي الصورة فيها بين التعويض والتحويل، وإن کان التعويض هو السمت الغالب عليها، کما لجأ تميم إلى عدة أناع من التشبيه کالتشبيه المقلوب وتشبيه التمثيل والصورة المشهدية .
- درس الباحث الموسيقى في مقطعات تميم على قسمين رئيسين؛ انصرف أولهما إلى دراسة موسيقاه الخارجية أو ما يعرف بموسيقى الإطار ممثلة في الوزن والقافية، وقد لاحظ نزوعه إلى استعمال الأطر الإيقاعية التقليدية للشعر العربي کالطويل والبسيط والکامل والوافر، کما لاحظ تفوقاً في استعمال الإيقاعات التامة في مقابل المجزوءة، کما مال في مقطعاته إلى القوافي المطلقة، ونزع إلى استخدام حروف الروي التقليدية الشائعة في الشعر العربي کالراء واللام والميم والنون، وظهر التدوير في مقطعاته على نجو واسع، واتجه الثاني إلى دراسة الموسيقى الداخلية أو موسيقى النسج، تلک التي برزت في مقطعاته من خلال عدة ظواهر هي : التصريع، والجناس، ورد العجز على الصدر، والموازنة الإيقاعية .
وهکذا استطاع تميم من خلال مقطعاته أن يقدم رؤية مکتملة تقوي الظن بما تتسم به تلک المقطعات من أصالة واستقلالية وفرادة إبداعية، وتنفي عنها شبهة الاقتطاع من نصوص طويلة، وهو ما کشف عنه التحليل المضموني والفني لمقطعاته
DOI
10.21608/jfab.2015.48591
Keywords
الأدب العربي, الشعر العربي, مُقَطَّعَات تَمِيم بن المُعِزِّ لدين الله الفاطميّ
Authors
Last Name
عبد الرزاق أحمد المکي
MiddleName
-Affiliation
قسم اللغة العربية، کلية الآداب، جامعة الإسکندرية.
Email
-City
-Orcid
-Link
https://jfab.journals.ekb.eg/article_48591.html
Detail API
https://jfab.journals.ekb.eg/service?article_code=48591
Publication Title
مجلة کلية الآداب.بنها
Publication Link
https://jfab.journals.ekb.eg/
MainTitle
قيم العطاء المضموني والفني في مُقَطَّعَات تَمِيم بن المُعِزِّ لدين الله الفاطميّ