Subjects
-Tags
-Abstract
المبالغة فى شعر ابن النبيه المصرى مصدر للفعل بالغ، ويُراد بها الوصول إلى أقصى درجات توضيح وتوکيد وإثبات المعني، وهي "شکل من أشکال التحول الدلالي (SEMAMTIC SHIFT) يعتمد وسيلة التضخيم وتکثير المعنى يعتري الکلمة. وقد مرت المبالغة بمراحل خلافية بين البلاغيين من حيث تحديد موقعها من علوم البلاغة، أي من أقسام علم البديع أم المعاني، وهذا الخلاف ليس موضع النظر في البحث، وما يهم البحث هو تحديد مفهوم المبالغة ليکون منهجا في تحليل الصورة الفنية عند الشاعر ابن النبيه المصري. لقد اختلفت النظرة حول مفهوم المبالغة، فهناک من نظر إليها على أساس الربط بين الواقع والشعر وکأن الشعر محاکاة للواقع فرأوا في معنى المبالغة أنها "تجاوز في نعت ما للشيء أن يکون عليه، وليس خارجا عن طباعه إلى ما لا يجوز أن يقع له". ولذلک وجدنا المبالغة عندهم "تنحصر في التبليغ والإغراق والغلو، لأن المدعي للوصف من الشدة أو الضعف إما أن يکون ممکنا في نفسه أولا. الثاني هو الغلو. والأول إما أن يکون ممکنا في العادة أيضًا أولاً أو لا. الأول التبليغ، والثاني هو الإغراق" . جاء فهم الباحث للمبالغة انطلاقًا من الإيمان بأن الشاعر محور الإبداع، والمبالغة إحدى إبداعاته، وأن الأساس الذى ينبغى أن تقوم عليه المبالغة هو الصدق الفنى والشعورى وليس الصدق الأخلاقى الذى هو نقيض الکذب (53) ومن هنا وجد الباحث ملامح المبالغات فى ديوان الشاعر کما يلى :
1-ظهر الصدق الشعورى فى کثير من المبالغات التى جاءت متسقة مع طبيعة شخصية ابن النبيه المصرى التى تميل إلى الحياة السهلة، والمرح، والمتعة فکانت دافعًا لقريحته فى إبداعه الشعرى للإکثار من المبالغات فى مدحه لممدوحيه، وفى صوره الحربية، والغزلية، وأحيانا فى الفکاهة والمرح.
2- توارى صدق الإحساس، وبرز الإدعاء فى مبالغات أخرى فأصبحت کذباً على وجدان الشاعر محاولاً إقناع الآخرين وربما نفسه أيضًا بمبالغات فى صفات ممدوح يبتغى عنده منفعة مادية، کما فعل مع القاضى الفاضل عله يظفر بالعمل فى ديوان الإنشاء، والأمر نفسه مع الوزير الصاحب الصفى بن شکر، وتشيعه ظاهريًا لإرضاء الخليفة الناصر مما جعله يغالى مغالاة جعلت د/ محمد کامل حسين يتعجب منه کشاعر سنى قال ما لم يقله شعراء الدولة الفاطمية أنفسهم فى حکام وملوک الدولة الفاطمية الشيعية (54).
3- صدق وجدان الشاعر، واتسق مع فکره وذاته لکنه اصطدم بوجدان القارئ، والسامع المتذوق للشعر، وذلک من خلال مبالغات ظهر فيها التهاب وجدانه فى حبه للملک موسى الأشرف، وحبه للخمر، وتغزله بالغلمان، وفى الوقت ذاته نفر کثيراً من القراء والسامعين من حيث مجافاته لوجدانهم الدينى العقائدى، کأن يجعل جبل عرفات يطرب لمقدم موسى الأشرف، ويهتز له جبل الصفا والبيت الحرام، ويجعل الحجر الأسود يشکو شوقه لرؤية هذا الملک، وغير ذلک مما سبق تحليله فى الحديث عن مبالغات الشاعر، وهذا النوع من المبالغات يفقد الکثير من تأثيره فى کثير من القراء، فتصبح الصورة ضعيفة، فخيال القارئ والسامع غير قابل أن يعيش معها.
4- تأثر مبالغات الشاعر بروحه المصرية المرحة التى تميل إلى الفکاهة والمرح.
DOI
10.21608/jfab.2015.48581
Keywords
الشعر العربي, الأدب العربي
Authors
Last Name
محمد إبراهيم أبو عيسى
MiddleName
-Affiliation
قسم اللغة العربية
Email
-City
-Orcid
-Link
https://jfab.journals.ekb.eg/article_48581.html
Detail API
https://jfab.journals.ekb.eg/service?article_code=48581
Publication Title
مجلة کلية الآداب.بنها
Publication Link
https://jfab.journals.ekb.eg/
MainTitle
-