هدفت هذه الدراسة إلى تقويم كتب العلوم العامة للمرحلة الأساسية في الأردن وفق معايير مقترحة من وجهة نظر المعلمين والمعلمات الذين قاموا بتدريس الكتب وذلك لمتغيرات: الجنس، والمؤهل العلمي، والخبرة التدريسية. ولتحقيق ذلك أجريت الدراسة على عينة مكونة من (23) معلمًا و(29) معلمة. حيث طور الباحث معايير ضمن المجالات الآتية: (الشكل العام والاخراج الفني، المحتوى، الصور والرسومات، التقويم، لغة الكتاب واسلوب عرضه). أظهرت نتائج الدراسة أن مستوى تقدير المعلمين لكتب العلوم كان متوسطاً بشكل عام، حيث بلغت نسبة التقدير الكلية للكتب وعلى المجالات مجتمعة (75.8%)، وأن مستوى تقدير المعلمين لمجالات الكتاب المختلفة كانت: الشكل العام والاخراج الفني (80.4%)، المحتوى (71.4%)، الصور والرسومات (77.6%)، التقويم (76.4%)، لغة الكتاب واسلوب عرضه (74.2%). وعدم وجود فروق ذات دلالة احصائية عند المستوى (a=0.05) تعزى للمؤهل العلمي، ووجود فروق ذات دلالة احصائية عند مستوى الدلالة (a=0.05) تعزى لسنوات الخبرة، وأوصت الدراسة باشراك المعلمين والمشرفين في تصميم الكتب المدرسية واخراجها. يعد الكتاب المدرسي الوثيقة الرسمية التي تتبلور فيها جميع مكونات وعناصر المنهج بمفهومه الحديث، ويشكل العمود الفقري للمنهج، والمرجع الرئيس للعملية التعليمية، والمترجم لأهدافها، لذا فقد وجب الاهتمام به من حيث مواصفاته التي ينبغي توفرها فيه وفق معايير محددة. ولتحقيق ذلك فلابد أن يعتمد في اعداد الكتاب المدرسي وتقويمه على معايير ومحكات تشتمل على المواصفات والشروط التي يجب أن يتضمنها، نظرا لما لتلك المعايير من أهمية كبرى؛ فهي توضح المنطلقات التي تبنى على ضوئها مناهج التعليم، وتمكن العاملين في مجال التربية من إعادة النظر في المناهج الحالية، والعمل على تطويرها. كما تعتبر تلك المعايير مؤشرات لجودة المناهج الدراسية، ولذلك ينبغي تحديدها لمسايرة متطلبات العصر والتقدم العلمي والتكنولوجي. ويقترح بباوي أن تصميم الكتاب المدرسي لابد أن يبنى وفق معايير محلية وعالمية، بحيث إن ما يتضمنه من أهداف، ومحتوى، وإستراتيجيات تدريسية، وأساليب تقويمية ترتبط بفكر بنائي وفقا للمرحلة العمرية. وللاحتياجات الحياتية والمجتمعية والعالمية؛ وذلك لإعداد جيل قادر على التكيف مع مستجدات العصر الحديثة وتطوراته العلمية والتكنولوجية السريعة. ويشير فقيهي إلى أن السنوات الأخيرة قد شهدت جهودا كبيرة على المستوى العالمي لتطوير مناهج العلوم وتحسين مستواها ومعالجة الصعوبات التي تعترض عملية تعلمها واكتساب مهاراتها واتجاهاتها الإيجابية لدى الطلاب كافة. وقد شمل ذلك مجمل مكونات المنهج؛ بدءا من الأهداف، ومرورا بالمحتوى وطرائق التدريس ووسائله، وانتهاء بأستراتيجيات التقويم، وانتشرت ثقافة المعايير كفلسفة قوية حظيت بقبول واسع وتفاعل من قبل المختصين في مجالات التربية والتعليم على مستوى العالم، حتى أصبحت سمة العصر، خاصة في العقد الحالي الذي وصف بأنه (عقد المعايير). ونظرا لأهمية كتب العلوم فقد خضعت، وفي مختلف دول العالم، لعمليات تقويم وبحث بهدف الوقوف على مدى مناسبتها للطلبة الذين صممت من أجلهم وللتعرف أيضا على قدرتها على تحقيق الأهداف التي وضعت من أجلها، وكل ذلك حتى يتسنى العمل على تحسين هذه الكتب وتطويرها. وقد حرصت معظم دول العالم على تطوير مناهج العلوم، فقامت بمشاريع بهدف بناء معايير قومية لتطويرها ، كما أجريت الكثير من الدراسات والبحوث، وعقدت العديد من المؤتمرات واللجان لتحديد المعايير التي يجب أن تشتمل عليها مناهج ومقررات العلوم؛ لتواكب التطور الحاصل على المستوى العالمي في مجال إعداد مناهج العلوم الدراسية وتصميمها