هدفت هذه الدراسةُ إلى معرفة المضامين التربوية المستنبطة من أحاديث الصلاة في کتاب الفضائل من رياض الصالحين، من خلال استنباط القيم من الناحية التعبدية والأخلاقية والاجتماعية، والتعرف على الأساليب التربوية، وتحديد التطبيقات التربوية للمضامين المستنبطة، وتفعيلها داخل الأسرة. واستخدم الباحث في هذه الدراسة المنهج الاستنباطي. وخرجت الدراسة بمجموعة من النتائج أبرزها أن الصلاة ثروة تربوية کبرى، وميدان لصناعة المربي، وتکوين المتربي، شريطة إقامتها وفق مراد الله. وحوت هذه الدراسة إحدى عشرة قيمة في الجانب التعبدي، أبرزها: التوحيد لله سبحانه، والطهارة الشاملة الحسية والمعنوية من الذنوب والمعاصي، والحث على إحسان العبادة والعناية بها وتجويدها، وقضاء الحاجات وإجابة الدعوات، والترغيب بالنوافل والمستحبات، والحرص على المسارعة للعمل والتهيؤ له، کما اشتملت على أربع قيم من الناحية الأخلاقية، أبرزها: إتقان العمل وتجويده، ومراعاة مشاعر الآخرين، وعلو الهمة والتطلع لمعالي الأمور، وفي الجانب الاجتماعي توصلت إلى خمس قيم، أبرزها: الأمر بالجماعة والتأکيد عليها والترغيب بها، والنهي عن العزلة وأنها سبب کبير للانتکاسة، والتربية على الانضباط وسرعة الاستجابة، والعدل والمساواة الاجتماعية. وامتازت أحاديث الصلاة بالعديد من الأساليب التربوية، مثل: أسلوب ضرب المثل، وأسلوب الترغيب والترهيب، وأسلوب التربية بالأحداث، وأسلوب القدوة، وأسلوب الموعظة. وعظم شأن الأسرة وأثرها، وأنها المؤسسة التربوية الأولى، في تأثيرها على النشء، مما يحتم على الأبوين، العناية بها والسعي في إصلاحها، وحفظها ممن يهدد کيانها. ورحابة الميدان الأسري ومرونته في تفعيل التطبيقات التربوية التي خرجت بها هذه الدراسة.