حاولت الدراسة الوقوف على التطورات والمستجدات التى لحقت بالمجتمع والتى قد تؤثر فى زيادة السلوک الإجرامى داخل الأسرة، والتعرف على العوامل الاجتماعية المؤثرة فى ارتکاب هذه الجرائم داخل الأسرة من خلال وجهة نظر عينة من الخبراء. وهدفت الى  الوقوف على التطورات والمستجدات التى لحقت بالمجتمع المصرى التى قد تؤدى لارتکاب السلوک الإجرامى داخل الأسرة. وتحديد العوامل الاجتماعية المؤثرة فى ارتکاب الجرائم داخل الأسرة. ومحاولة طرح رؤية سوسيولوجية تفسر انتشار هذه الجرائم داخل محيط الأسرة.اعتمدت الدراسة على الأسلوب الوصفى التحليلى، وتم تطبيق "استمارة استبيان" ذات الأسئلة المفتوحة تم تصميمها وتوزيعها عبر وسيلتين "الإلکترونية والورقية" لإتاحة تطبيقها على عينة عمدية من الخبراء بلغ قوامها "25" خبير فى مختلف التخصصات منها "رجال النيابة، القضاة، المحامين، أساتذة الجامعات المعنيين بالجريمة، قادة الرأى والکتاب الصحفيين". لمعرفة رؤيتهم حول الجرائم داخل الأسرة. وخرجت نتائج الدراسة بوجود اتفاق کبير بين الرؤية النظرية للنظريات والدراسات التى قدمت تفسيرات مختلفة لأسباب ودوافع ارتکاب العنف والجريمة داخل الأسرة، وبين آراء عينة الدراسة من الخبراء المعنيين والتنفيذيين فى مجال الجريمة فى المجتمع. وتباينت دوافع ارتکاب الجريمة بين کل حالة وأخرى، فهناک تداخل کبير بين بعض الدوافع المؤدية لارتکاب الجريمة داخل الأسرة مثل الحالة الاقتصادية والفقر والأمية والبطالة والسمات الشخصية والتنشئة غير السوية والبيئة الجغرافية، وتأثرها بالظروف المحيطة فى المجتمع. ومازالت الأسباب الاقتصادية لها التأثير الأکبر فى ارتکاب الجرائم داخل الأسرة المصرية، تليها السمات الشخصية والتنشئة الاجتماعية فى بيئة غير سوية أو مفککة، ثم التأثر بسلوکيات العنف المبثة عبر وسائل الإعلام التقليدية والحديثة فى الدراما والأفلام، ثم العوامل الأخرى المتمثلة فى الإدمان على المخدرات، والبيئة الجغرافية، والمسکن غير اللائق، والمستوى التعليمى. ولعبت الوسائل التکنولوجية الحديثة والإنترنت دور کبير فى الآونة الأخيرة فى ارتکاب بعض الجرائم داخل الأسرة سواء تجاه الآخرين أو تجاه أنفسهم مثل الانتحار أو إنهاء حياتهم نتيجة إدمان الألعاب الإلکترونية المختلفة. وتقصير الأسر فى أدوار التنشئة الاجتماعية المنوطة بها داخل المجتمع کان سبب کبير فى اکتساب العديد من سلوکيات العنف والجريمة داخل هذه الأسر مما يؤثر بالسلب على أمان المجتمع برمته.