تعانى معظم النساء فى العالم أجمع والدول النامية بشکل کبير من دائرة الضعف المرکبة تجاه نوعها، فهذا الضعف المرکب يجعلها فريسة للإصابة بالاضطرابات النفسية فى کثير من الأحيان نتيجة للضغوط الاجتماعية والاقتصادية والأسرية التى تعانى منها طيلة مراحل حياتها، وقد تتطور تلک الاضطرابات النفسية إن لم تجد تشخيصًا وعلاجًا سليمًا لها إلى الدخول فى براثن الهروب من الواقع سواء بالامتثال للمرض النفسى أو الدخول فى عالم المخدرات والإدمان، وهنا تعانى من حمل مضاعف حينما تدمّن المخدرات؛ حيث تتحمل وطأة معاناتهن من الإدمان وما يتبعه من آثار سلبية على المستوى الشخصى أو المجتمعى وهذه الفجوات النوعية المرکبة التى تواجهها النساء سواء من قبل الظروف الاجتماعية والاقتصادية والأسرية والتى تعرضهن لمخاطر الاضطرابات النفسية أو قد تؤدى بهن إلى الإدمان تجعلهن تعانين من فجوة نوعية ضدهن فى رحلتهن مع الإدمان سواء من حيث الاعتراف بإدمانهن أو علاجهن منه.  ومن ثم تسعى الدراسة إلى التعرف على أنواع الاضطرابات النفسية التى تواجه النساء، وحجم الفجوة الإحصائية والمعرفية للإحصاءات والدراسات المعنية بنسب النساء والإدمان، ورصد أسباب ودوافع دخول النساء فى عالم الإدمان والآثار المختلفة المصاحبة لإدمانهن، وذلک کمحاولة لصياغة رؤية تحليلية نفس – اجتماعية لقضايا النساء فى عالم التعاطى والإدمان تنصف النساء وتلقى الضوء على الفجوات الإحصائية والمعرفية لبحثها وإدراجها فى الاستراتيجيات المختلفة المعنية بالصحة النفسية والإدمان. وقد توصلت الدراسة لعدد من النتائج من أهمها تتعرض النساء للعديد من الأمراض النفسية والاضطرابات فى شخصيتهن بسبب العوامل الاجتماعية والأسرية والبيئية التى تجهد المرأة ولا تحقق لهن الرعاية والعناية السليمة وقت التحولات النفسية والبيولوجية المختلفة التى تمر بها، ومن ثم تدفعها للإصابة بالاکتئاب أو بعض الاضطرابات النفسية التى تختلف قوتها والتکيف معها وفقا لکل حالة. وکشفت الدراسة عن وجود فجوة معرفية إحصائية عن معدلات الإدمان بين النساء، إذ لا تشير التقارير والمسوح العربية والمحلية عن حجم مشکلة التعاطى والإدمان بين النساء بالأرقام الفعلية وذلک لأسباب متعددة منها العادات والتقاليد وسيطرتها على بعض العائلات، بجانب سيادة الثقافة الذکورية التى لا تسمح بالإفصاح عن وجود مدمنات فى العائلة، ومنها ما هو مرتبط بقصور الاهتمام برصد البيانات الخاصة بالنساء المتعاطيات والمدمنات، فلم تفرد المسوح أو التقارير محور خاص بإدمان النساء، وأعمارهن، ونوع المخدر الذى يتعاطينه فى شکل تقرير مخصص ومفصل للنساء على جميع المستويات المحلية والإقليمية. وجود أبعاد متعددة للفجوة المعرفية الخاصة بدراسات النساء فى عالم المخدرات والإدمان، فالبعد الأول يأتى من خلال حجم الدراسات المعنية بالنساء، ونوعية هذه الدراسات دراسات تفصيلية أم مسحية أم فردية، والبعد الثانى يتمثل فى حجم العينات التى تم دراستها فى هذه الدراسات، وغلبة الدراسات الفردية ذات العينات قليلة العدد على الدراسات المسحية لعينات کبيرة على مستوى المجتمع، والبعد الثالث يتمثل فى إغفال خصوصية المرأة فى مجال التعاطى والإدمان من حيث الدوافع والأسباب، ونوع المخدر وتجربة الإدمان، ورحلة العلاج منه، والدمج بعد التعافى، ومدى الاستغلال والتمييز التى تتعرض له الإناث، والجرائم المرتبطة بدخولها فى هذا العالم. وتختلف دوافع دخول النساء لعالم الإدمان بشکل کبير عن الذکور، فالنساء تدخلن عالم المخدرات نتيجة تأثرهن بالضغوط المجتمعية والاقتصادية والأسرية التى تعانى منها، أو نتيجة لدوافع شخصية ونفسية تتسبب فى معاناتها وإصابتها بالمرض النفسى والاکتئاب الذى قد يدفعهن للهروب من الالآم والواقع والانسياق فى عالم المخدرات والإدمان.