يهدف البحث الحالي التعرف على الآثار المترتبة على ظاهرة أطفال الشوارع ، حيث أصبحت قضايا الطفولة محل اهتمام وبحث کبيرين على المستوى العالمي ، وعقد لهذا الغرض العشرات من المؤتمرات الأممية والإقليمية والوطنية إضافة إلى تصديق وتوقيع جميع الدول على الاتفاقية الخاصة بحقوق الطفل وظهرت قوانين وطنية تتمثل الاتفاقية الدولية وتزيد من الاهتمام بالطفولة في هذا السياق يأتي اهتمامنا بأطفال الشوارع کأحد وأهم ملمح لظاهرة الطفولة ومشکلاتها في المجتمعات ، وهذه الظاهرة ذات طبيعة مرکبة متعددة المجالات فهي ظاهرة ومشکلة اجتماعية اقتصادية بل سياسية وقانونية في آن واحد . ووفقا للمتغيرات التي يشهدها المجتمع وفي مختلف المجالات اقتصادياً واجتماعياً وتزايد حجم السکان کل ذلک يشکل السياق المجتمعي العام الذي يفرز ظاهرة أطفال الشوارع ومن  الجدير بالذکر أن أطفال الشوارع هم ضحايا السياسات الاقتصادية التي ينجم عنها مزيداً من الفقر والبطالة والحرمان لغالبية أفراد المجتمع ، إضافة إلى دور العوامل الأسرية والثقافية والاجتماعية في إبراز هذه الظاهرة ، وللعلم فإن ظاهرة أطفال الشوارع تنتشر في غالبية الدول العربية وأصبحت محل دراسة واهتمام رسمي  ، وظاهرة أطفال الشوارع  باتت معروفة في أدبيات التنمية البشرية ، وهو من أهم القضايا وأخطرها لتداخل أبعادها الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية، ولتزايدها باطراد واستفحالها في بلدان نامية ومتقدمة، ولذلک فهي مشکلة عالمية تطورت إلى ظاهرة تفرض نفسها وتستقطب اهتمام المعنيين بالتنمية البشرية وحقوق الإنسان ، وهنا ينقسم البحث الحالي إلى مبحثين ، هما: المبحث الأول : واقع أطفال الشوارع في العراق ، أما المبحث الثاني :  رؤية المجتمع المحلي لظاهرة أطفال الشوارع.