کانت وما زالت قضايا الطفولة نقطة اهتمام وبحث کبيرين على المستوى العالمي، وعقدت لهذا الغرض الکثير من الندوات والمؤتمرات الأممية والإقليمية والوطنية. إضافة إلى تصديق وتوقيع جميع الدول على الاتفاقية الخاصة بحقوق الطفل والاهتمام بالطفولة. فى هذا السياق الملح  يأتى اهتمامنا الکبير بأطفال الشوارع کأحد واهم الملامح لظاهرة الطفولة ومشکلاتها فى المجتمعات النامية ومنها العراق. وهذه الظاهرة (أطفال الشوارع) ذات طبيعة مرکبة متعددة المجالات فهى ظاهرة ومشکلة اجتماعية اقتصادية بل سياسية وقانونية فى آن واحد. ووفقا للمتغيرات التى يشهدها المجتمع العراقي فى مختلف المجالات اقتصاديا واجتماعيا . وما خلفته الحروب في الحقبة الاخيرة من اعداد کبيرة للشهداء خلف حولها الکثير من الارامل والايتام کل ذلک يشکل السياق المجتمعى العام الذى يفرز ظاهرة أطفال الشوارع. وحسنا تفعل المؤسسات الحکومية ومنها الجامعات المتخصصة فى اتجاهها إلى اعتماد الدراسات العلمية من أجل تمکينها من البيانات والمعلومات والتحليل المنهجي والموضوعي الذي يساعدها فى صنع القرارات ووضع المعالجات اللازمة لهذه الظاهرة التى أصبحت إشکالية لها العديد من المظاهر السلبية بل إن وجودها بحد ذاته يعد نهجا سلبياً فى المجتمع. والجدير بالذکر أن أطفال الشوارع هم ضحايا السياسات الاقتصادية التى ينجم عنها مزيداً من الفقر والبطالة والحرمان لغالبية أفراد المجتمع. إضافة إلى دور العوامل الأسرية والثقافية والاجتماعية في إبراز هذه الظاهرة. وللعلم فإن ظاهرة أطفال الشوارع تنتشر فى غالبية الدول العربية وأصبحت محل دراسة واهتمام ملح للحد من هذه الظاهرة في العراق خاصة والدول العربية عامة.