لا يتوقع نجاح أي عمل تربوي بدون قيادة فاعلة؛ بل أن القيادة تعدُّ مصدراً لنجاح المؤسسات التربوية؛ ذلک لأن کل عمل في الإدارة يتطلَّب عقلاً يستوعب مختلف إمکانات المنظومة التربوية، ويستثمر ذلک الاستيعاب بالدرجة التي تتيح الاستفادة القصوى من تلک الإمکانات، خاصة أن القائد هو المسؤول عن توفّر کافة عناصر التنظيم السليم للإدارة، ومدى ممارستها لکافة مسؤولياتها بشکل سليم، ومدى تحقيقها لأهدافها، وأساليب تحقيق تلک الأهداف. ومع کون القيادة مصدراً للنجاح؛ إلا أن عدم استخدام الأساليب القيادية الملائمة لإمکانات المؤسسة التربوية؛ قد يؤدي إلى عدم تحقيق الأهداف المنشودة. (خالد الشملان، 2017، ص 12) . ومما يدعم ذلک تزايد الانتقادات الحادة الموجهة للمدارس، نتيجة سوء الإدارة من جانب وتفشي حالات الفساد بما تتضمنه من المخالفات والتجاوزات المالية والأخلاقية من جانب آخر؛ مما أدى إلى تعالي الأصوات والدراسات العلمية، التي تنادي بضرورة تطوير المدارس لمعايير عمل أکثر رقياً، توفر التوازن بين تميز الأداء وأخلاقياته. (Susan Everson; Leslie Bussey ,2007,p.45) . ومما زاد الحاجة إلى الاهتمام بالسلوکيات الأخلاقية في إدارة المدارس، تزايد التوجهات الحديثة في الإدارة التي تنادي بقيادة أخلاقية للمؤسسات التربوية؛ قيادة تطبق معايير الشفافية والنزاهة ، وتفعل إجراءات محاربة الفساد ومجابهة الرشوة التي صارت سرطاناً يهدد قيم المدارس. (Chichibu, Toshiya; Kihara, Toshiyuki, 2013,p.14)