مع ولادة منظمة العمل الدولية في عام 1919، ولدت الصيغة الفريدة للتعاون بين الشرکاء الاجتماعيين ( الحکومة - أصحاب الأعمال - العمال)، في کل ما له صلة بالعمل الدولي في الشئون المتعلفة بعلاقات العمل، هذه الصيغة التي تکشف أن مؤسسي هذه المنظمة کانوا يؤمنون بأن تعزيز العدالة الاجتماعية في مجال العمل، لا يمکن أن تکفله سوى مشارکة الفاعلين الاجتماعيين الحقيقيين في البحث عن حلول مناسبة، کما کانوا يؤمنون بأن الحوار والمفاوضة هما أفضل طريق للوصول إلى ذلک. وقد اعتمدت منظمة العمل العربية هذه الصيغة أيضا، حيث قضي الميثاق العربي للعمل في مادته الخامسة عشرة بأن الدول العربية توافق على ( إنشاء منظمة عمل عربية، تطبق نظام التمثيل الثلاثي، الذي يقوم على أساس اشتراک أصحاب الأعمال والعمال مع الحکومات في کل انشطة المنظمة). وعبر سنوات طويلة، وبأساليب وممارسات وطنية مختلفة، وبجهود مدعومة من قبل منظمة العمل الدولية، ومنظمة العمل العربية أيضا على المستوى العربي، أصبحت الثلاثية الأساس العملي الذي تقوم عليه کل الجهود التي تعني بتنظيم علاقات العمل، في مختلف دول العالم، على قدر من التباين - لا يمکن انکاره - في التفاصيل الخاصة بکل تجربة وطنية.