استهدف البحث دراسة وتحليل العلاقة بين التوجه نحو التسويق الريادي وبين تنمية الميزة التنافسية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة في منطقة تبوک، وقد تم تحديد مجتمع البحث على أساس جميع المنشآت الصغيرة والمتوسطة في منطقة تبوک والبالغ عددها (2365 منشأة) طبقاً لقوائم المشترکين بالغرفة التجارية الصناعية في منطقة تبوک، حيث تم أخذ (10% من هذه المنشآت) کعينة لهذه الدراسة ليکون حجم العينة (237 منشأة)، کما تم اختيار الملاک والمديرين بهذه المنشآت کوحدة معاينة. ولجمع البيانات اللازمة لاختبار فروض البحث تم توزيع (600 قائمة استبيان) على مرحلتين، وتم اعتماد عدد 236 استبانة في التحليل الاحصائي بنسبة 69% من عدد الاستبانات التي تم استعادتها. وباستخدام المنهج الوصفي التحليلي معتمداً على مجموعة من الأساليب الاحصائية في تحليل البيانات، توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها، وجود توجه من قبل المنشآت الصغيرة والمتوسطة نحو التسويق الريادي وتطبيق أبعاده، وأن بعد تحمل المخاطر التسويقية احتل الترتيب الأول وبعد الإستباقية التسويقية احتل الترتيب الأخير، وأن المنشآت الصغيرة والمتوسطة في منطقة تبوک تتمتع بمزايا تنافسية مقارنة بالمنشآت المنافسة الأخرى، وأن مرونة الأنشطة احتل الترتيب الأول، والالتزام بشروط التسليم احتل الترتيب الأخير. کما توجد علاقة طردية قوية جداً بين أبعاد التوجه نحو التسويق الريادي وبين الميزة التنافسية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة في منطقة تبوک مأخوذة بصورة إجمالية، وأن التوجه نحو التسويق الريادي يفسر حوالي 88% من التغيرات التي تحدث في الميزة التنافسية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة في منطقة تبوک. وأخيراً توصلت الدراسة إلى أن التوجه نحو التسويق الريادي له علاقة طردية قوية ذات دلاله إحصائية معنوية بکل بعد من أبعاد الميزة التنافسية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة في منطقة تبوک (انخفاض مستوى التکلفة، جودة المنتجات، مرونة الأنشطة التسويقية، والالتزام بشروط التسليم)، وأن بعد انخفاض التکلفة يعد أقل المتغيرات تأثراً بالتوجه نحو التسويق الريادي، بينما بعد جودة المنتجات يعد أکثر المتغيرات تأثراً بالتوجه نحو التسويق الريادي.      وفي ضوء نتائج الدراسة الميدانية تم تقديم مجموعة من التوصيات للمسئولين عن المنشآت الصغيرة والمتوسطة بمنطقة تبوک من أجل الاستفادة من التسويق الريادي لتنمية المزايا التنافسية التي تتمتع بها هذه المنشآت في السوق السعودي بصفة عامة وسوق منطقة تبوک بصفة خاصة.