يتمثل الهدف الرئيسي لهذا البحث فى التعرف على "درجة المشاركة السياسية بين شباب المبحوثين" ويشتمل ذلك التعرف على كل من: أ- درجة المشاركة فى العمل السياسي (وذلك من خلال التصويت فى الانتخابات، وعضوية الأحزاب السياسية، درجة وقوفهم على القضايا السياسية والعامة وتوقعاتهم المستقبلية). ب - درجة المشاركة فى أنشطة وقت الفراغ لخدمة المجتمع ( وذلك من حيث الاشتراك فى أنشطة العمل العام فى مجتمعاتهم مثل مشروعات تحسين البيئة ونظافة المنطقة ومحو الأمية وغيرها من المشروعات القومية) والتي تمثل فى مجملها إحدى صور المشاركة السياسية للشباب .
وقد تم تجميع بيانات هذه الدراسة من قرى سعادة، الكوم، عبد العاطى، محلة فرنوي، محلة قيس والتابعة لمركز شبراخيت بمحافظة البحيرة. وقد اشتملت عينة البحث على عدد 100 مبحوث من الشباب المقيمين بتلك القرى والذين تتراوح أعمارهم ما بين (18- 30 سنه) ، وكان ذلك بمعدل 20 مبحوث من كل قرية ، تم اختيارهم عن طريق العينة العشوائية البسيطة. وقد استخدم الاستبيان بالمقابلة الشخصية لتجميع بيانات هذه الدراسة ولتحقيق الهدف البحثي. وقد استخدمت كل من النسب المئوية والمتوسطات الحسابية والتوزيعات التكرارية ومعامل الارتباط البسيط (ر). كأساليب إحصائية وصفية وتحليلية لإبراز أهم النتائج البحثية، ولدراسة العلاقة بين كل من المتغيرات المستقلة والتابعة محل الدراسة .
وقد أظهرت نتائج البحث، ارتفاع درجة المشاركة السياسية بين غالبية شباب المبحوثين. وذلك من حيث درجة المشاركة فى كل من أنشطة العمل السياسي - وأنشطة وقت الفراغ لخدمة المجتمع. وقد بلغت قيمة المتوسط الحسابي لدرجات المشاركة السياسية لشباب المبحوثين قرابة 24 درجة.
وقد تحقق الفرض البحثي لهذه الدراسة فى صورته الصفريـة وبصورة كليـة والذى ينص على : أنه لا توجد علاقة إرتباطية بين درجة المشاركة السياسية لشباب المبحوثين ( كمتغير تابع ) - وكل من العمر والمستوى التعليمي ومستوى الطموح لديهم ( والتي تمثل مجموعة المتغيرات المستقلة فى هذه الدراسة ). وقد بلغت قيم معامل الارتباط البسيط (ر) على التوالي 0.004 ، , 0.094 ، 0.033 . وهى قيم غير معنوية عند أى من المستويات الاحتمالية. ويؤكد ذلك على أن المشاركة السياسية هي عمل تطوعي فى المقام الأول. وأن استعدادات الفرد وقدراته الشخصية ودرجة انتمائه وإدراكه لظروف المجتمع المحلي الذي يعيش فيه، علاوة على وضعه ومكانته الاجتماعية كلها من العوامل التي ربما تؤهله لأن يلعب دوراً محورياً فى هذا الخصوص .
وبوجه عام ، ووفقاً لنتائج هذا البحث. فإنه من الأهمية أن تتكاتف جهود كل المؤسسات التي يقع على عاتقها عملية التنشئة السياسية للشباب. وذلك بالعمل نحو توعية الشباب بأهمية المشاركة السياسية وفى مشروعات العمل العام فى مجتمعاتهم والمشروعات القومية، وحسن استغلال وقت الفراغ، وحث الشباب على المشاركة وتحمل المسئولية وتنمية قدرته على الحوار والنقد البناء. وقبل كل ذلك ، وعند التعامل معهم يجب أن يؤخذ فى الاعتبار أهمية كل من " العوامل النفسية والاجتماعية الخاصة بهم كأفراد فى المجتمع ". باعتبار أن ذلك هو المدخل الحقيقي لكسب ودهم وغرس بذور الولاء والانتماء نحو مجتمعهم. كل ذلك يجعل الشباب فى كل من الريف والحضر على حد سواء يٌدركون قيمتهم ويشعرون بأن لهم دوراً هاماً نحو تحمل المسئولية وتنمو قدراتهم على المشاركة السياسية وتقل سلبياتهم .