تعد اللحوم الحمراء من أهم السلع المكونة للنمط الغذائي في مصر وعلي الرغم من ذلك ، فإن ما يتوفر للاستهلاك الفردي منها حاليا يعتبر دون الحد الأدنى الذي توصي به المنظمات الدولية كحد وقائي لازم لنمو الإنسان وقيامه بأنشطته المختلفة . وقد تحددت مشكلة هذا البحث فيما تبين من تواضع متوسط الاستهلاك الفردي السنوي من اللحوم عامة ، واللحوم الحمراء بصفة خاصة في مصر . وذلك بالمقارنة بتلك المتوسطات في الدول المتقدمة .
وعلي ذلك فقد تحدد هدف هذا البحث في التعرف علي الموقف الراهن لاستهلاك اللحوم الحمراء في مصر بجوانبه المختلفة والعوامل المحددة له ، وكذلك تقدير حجم الفجوة الغذائية اللحمية عام 2005 . وقد أوضحت نتائج البحث أن متوسط استهلاك الفرد المصري من اللحوم الحمراء قد بلغ نحو 12 كيلوجراماً خلال الفتـــرة ( 1980 - 1997 ) . وقد أوضحت نتائج البحث أيضا أن الكميات المتاحة للاستهلاك المحلي من اللحوم الحمراء ، ومتوسط نصيب الفرد منها قد تزايد بمعدلات سنوية معنوية إحصائيا خلال فترة الدراسة .
وقد أظهر هذا البحث أن أهم العوامل المؤثرة علي كميات اللحوم الحمراء المتاحة للاستهلاك المحلي هي : عدد السكان ، ومتوسط سعر التجزئة لكل من اللحوم الحمراء ، والدواجن ،والأسماك ، ومتوسط الدخل الفردي . حيث فسرت تلك العوامل نحو 91 %من التغيرات الحادثة في استهلاك اللحوم الحمراء ، ويبين ذلك ضرورة أخذ تلك المجموعة من العوامل في الاعتبار عند رسم وتخطيط السياسة الإنتاجية والاستهلاكية للحوم الحمراء في مصر .
وقد أوضح هذا البحث مدي القصور في المنتج المحلي من اللحوم الحمراء عن الوفاء باحتياجات الاستهلاك والطلب عليها ، ويرجع هذا القصور في الإنتاج المحلي عن الاستهلاك إلي زيادة الطلب علي تلك السلعة بمعدلات تفوق معدلات الزيادة في الإنتاج المحلي منها . وقد تم تقدير الفجوة الغذائية من اللحوم الحمراء عام 2005 بحوالي 1995,3 ألف طن . وقد توصل هذا البحث إلي مجموعة من التوصيات التي يمكن بها التغلب علي المشاكل الإنتاجية والاستهلاكية للحوم الحمراء في مصر .