تغيرت خطط التنمية الزراعية بمنطقة سهل جنوب الحسينية بمحافظة الشرقية من هدف تنمية المزارع السمكية والاستزراع النباتى بمنطقة قرى الخريجين فى بداية الثمانينات إلى إغلاق المزارع السمكية والتحول للاستزراع النباتى بالاعتماد على مياه ترعة السلام منذ بداية التسعينات وبالرغم من ذلك فإن نشاط المزارع السمكية ما زال قائماً حتى نهاية التسعينات . وتهدف الدراسة إلى بيان الآثار الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لهذا التحول فى خطط التنمية من خلال الآثار المتوقعة على كل من استخدام المياه ، والتوظف والتوطين ، واستخدام مستلزمات الإنتاج ، والتمويل الزراعى ، والإنتاج السمكى والنباتى وصافى العائد ، والآثار البيئية ومعوقات هذا التحول . واعتمدت الدراسة على بيانات ثانوية منشورة وغير منشوره ، إلى جانب بيانات أولية من خلال استمارتى استبيان تغطى إحداهما المزارع السمكية لعام 1997 ، والأخرى تغطى الإنتاج النباتى للموسم 97 / 1998 .       وتمثلت أهم النتائج فى أن كميات المياه المخصصة لمنطقة الدراسة والمعلن عنها تفى بالاحتياجات المطلوبة سواء للاستزراع النباتى أو المزارع السمكية بل يوجد فائض وبذلك فإن كمية المياه ليست قيداً على نوع الاستخدام للأرض فى منطقة الدراسة ، كما تبين من حساب العائد لكل ألف م³ مياه مستخدمة أن دورة البرسيم تحريش _ قطن هى الدورة الوحيدة الزراعية التى تفوق المزارع السمكية . أما بالنسبة للتوظف فإن الاستخدام النباتى يوفر حوالى 14.7 ألف فرصة عمل أى حوالى خمسة أضعاف ما توفره المزارع السمكية والمقدره بحوالى 2.85 ألف فرصة عمل بينما بخصوص التوطين فبينت الدراسة عدم توقفه على نوع الاستخدام للأرض بقدر توقفة على توفر بنية أساسية جيدة توفر خدمات عامة فى المنطقة . وعن مستلزمات الإنتاج قدرت الدراسة حجم أهم مستلزمات الإنتاج من تقاوى ومبيدات وأسمدة كيماوية للاستخدام النباتى ، وحجم الزريعة والوقود المستخدمة فى المزارع السمكية .       وبالنسبة للتمويل ففى حين أنه لم يمثل مشكلة لمزارعى الأسماك لاعتمادها على تجار الجملة للأسماك فإن توفير التمويل اللازم للاستزراع النباتى خاصة شباب الخريجين يعد من الأهمية بمكان ويتطلب توفير مؤسسات  تقدم القروض بشروط ميسرة لهم . وعلى جانب الإنتاج فإن إجمالي الإنتاج السمكى المقدر حوالى 23.4 ألف طن سمك تقدر قيمته بحوالى 193 مليون جنية ، بينما يقابل ذلك إنتاج حوالى 148.6 ألف طن حبوب وحوالى 7.6 ألف طن قطن و 678 ألف طن برسيم يقدر قيمتها الإجمالية بحوالى 160.2مليون جنية أضف إلى ذلك حوالى 33 ألف طن ألبان و 6.7 ألف طن لحوم حمراء بقيمة حوالى 40.6 مليون جنية . ولحساب صافى العائد للفدان فقد تم المقارنة بين إنتاج الأسماك والإنتاج النباتى فقط بالأخذ فى الاعتبار التكاليف التشغيليه فى كلا الاستخدامين(نظراً لعدم توفر التكاليف الاستثمارية الفعلية المباشرة وغير المباشرة لاستصلاح والاستزراع النباتى ، الى جانب عدم توفر تكاليف الإنتاج الحيوانى كنشاط مرافق ، وكلاهما إلى جانب دراسة العمالة غير المباشرة المرتبطة بكلا الاستخدامين تحتاج إلى دراسات مستقلة لاستكمال الصورة لهذا التحول ) تبين أن التحول من الاستزراع السمكى فى صورة مزارع سمكية بوضعها الحالى إلى الاستزراع النباتى فقط يتسبب فى خسارة تقدر بحوالى 463.6 جنيهاً للفدان فى السنة ، سوف تزيد بأخذ النفقات الاستثمارية فى الحسبان .  وبالنسبة للآثار البيئية المتوقعة منها أثار إيجابية تتمثل فى إغلاق المزارع التى تستخدم مياه الصرف الصحى فى الإنتاج ، وعدم استنزاف زريعة الأسماك من مصادرها الطبيعية ، وهناك آثار سلبية ناتجة من استخدام المبيدات والأسمدة الكيماوية فى الزراعة ، والخلل البيئى الناتج من تقليل المياه الواردة لبحيرة المنزلة . أما من حيث معوقات التحول فأظهرت الدراسة ثلاث مجموعات منها هى معوقات ترتبط بالاستزراع النباتى وخواص التربة ، وثانيها مرتبطة بالتوطين والخدمات العامة ، وثالثها مرتبط بالمنتفعين أنفسهم ومدى تقبل التحول من تربية الأسماك إلى الاستزراع النباتى .