استهدفت الدراسة الحالیة التعرف علی الوظائف الاجتماعیة الراهنة والمأمولة من بعض المنظمات التنمویة الریفیة ، وحجم الفجوة بین تلک الوظائف الاجتماعیة (المأمولة ـ الراهنة)، وما هی المشاکل التی تواجهها والحلول المناسبة من وجهة نظر المبحوثین. ولتحقیق أهداف الدراسة ، تم اختیار محافظة من کل من الوجه البحری (الدقهلیة) ، وشمال الصعید (المنیا)، وجنوب الصعید (سوهاج) ، ومحافظات الحدود (شمال سیناء) ، ثم تم اختیار قریة من کل مستوی من مستویات الریفیة (عالی ، متوسط ، منخفض الریفیة) بکل محافظة من المحافظات المختارة (عدا محافظة سوهاج مستویان فقط عالی ومنخفض الریفیة). واشتملت الدراسة علی 199 منظمة منها 163 مدرسة ، 36 جمعیة تنمیة مجتمع محلی ، وقد بلغ عدد المبحوثین بالدراسة من أرباب الأسر نحو 494 مبحوثا بواقع (155) مبحوث بالدقهلیة ، (98) بالمنیا ، (103) بسوهاج ، (138) بشمال سیناء. وقد تم الاستعانة بأداتین من أدوات جمع البیانات هما: استمارة استبیان بالمقابلة ، وحلقات النقاش ، وقد تم الاستعانة بفریق بحثی من أبناء المجتمع المحلی بعد تدریبهم بالإضافة إلی الباحثین لجمع الاستمارات وتنظیم حلقات النقاش. وقد استغرقت فترة جمع البیانات نحو عام کامل اعتبارا من سبتمبر عام 1999.            وقد أشارت نتائج الدراسة إلی أن المتوسط العام للفجوة للمنظمات التعلیمیة (المدارس) بلغ نحو (55.5%) ، وکان أعلاها فی محافظة سوهاج (88.9%) ، وأقلها فی محافظة الدقهلیة (22.2%). وبلغ نحو (40.6%) للمنظمات الأهلیة (جمعیات تنمیة المجتمع المحلی) ، وکان أعلاها فی محافظة شمال سیناء (62.5%) ، وأقلها فی محافظتی الدقهلیة ، وسوهاج (25% لکل منهما). وقد خلصت الدراسة إلی اقتراح مجموعة من التوصیات أهمها ضرورة إعادة النظر فی اللوائح والقوانین والتشریعات المنظمة لعمل المنظمات الریفیة ، ووضع استراتیجیة تنمویة للنهوض بها، ووضع خطة تدریبیة متکاملة للنهوض بمعارف ومهارات العاملین بها ، وتفعیل دور العمل التطوعی للمنظمات غیر الحکومیة کجمعیات تنمیة المجتمع المحلی والتعاونیات ، وضرورة تبنی وزارتی التنمیة المحلیة والشئون الاجتماعیة خطة لتوعیة وتثقیف المنظمات الحکومیة العاملة فی المجال التنموی بالریف المصری .