يعتبر النهوض بإنتاجية الموارد الأرضية ورفع جدارتها الإنتاجية من أهم الأهداف التى ترمى إليها برامج التنمية الاقتصادية الزراعية بصفة عامة ، والتنمية الاقتصادية الرأسية بصفة خاصة ، ولا سيما فى ظل الضيق النسبى للبعض من تلک الموارد وندرة البعض الآخر منها . ولقد أخذت جمهورية مصر العربية بسياسة التوسع الزراعى الرأسى ( جنباً إلى جنب مع سياسة التوسع الزراعى الأفقى ) والتى تهدف إلى استخدام مختلف البرامج التى من شأنها إمکانية تحقيق أقصى إنتاج زراعى ممکن من الأراضى الزراعية المستغلة حاليا فى الإنتاج الزراعى وذلک بزيادة و/ أو تحسين واحد أو أکثر من الموارد الإنتاجية المعروفة (العمل ، رأس المال ، الإدارة ) ، أو الحصول على الإنتاج الزراعى الحالى باستخدام قدر أقل من تلک الموارد الإنتاجية المستخدمة حاليا فى الإنتاج الزراعى ، حيث أن الأخذ بسياسة التوسع الزراعى الأفقى يواجه بمجموعة من المعوقات والتى لعل من أهمها ضيق الموارد المائية اللازمة لاستزراع مثل هذه الأراضى لا سيما إن کانت هذه الأراضى بعيدة عن مصادر المياه ، فضلا عن ضخامة حجم الاستثمارات اللازمة لها والتى غالبا ما تفوق طاقة المزارع الفردى .لذلک فان التوصل إلى التوجيه الأمثل لاستخدام الموارد الاقتصادية الزراعية فى مختلف المناطق الزراعية فى مصر يعتبر وسيلة لتحقيق هدف منشود وهو زيادة ورفع کفاءة إنتاجية الوحدة الأرضية ( الفدان ) ، وذلک من خلال برامج تحسين خواص التربة ، وتحسين وتنويع الحاصلات الزراعية ، واستخدام الدورات الزراعية المناسبة ، فضلا عن الاختيار الأمثل للترکيب المحصولى للمحاصيل الزراعية .