ظهرت فکرة المشارکة الاوربية المتوسطية من خلال إعلان مؤتمر برشلونه فى نوفمبر 1995 ، بهدف تکوين منطقة تجارة حره أوربية متوسطية تشمل الاتحاد الاوربى بدوله الخمس عشر ودول جنوب وشرق المتوسط والتى تضم 12 دوله ، وقد تم التوقيع على هذه الاتفاقية من معظم دول المنطقة کما تم تحديد عام 2010 کتاريخ عملى للتأسيس التدريجى لهذه المنطقة ، وبالرغم من المزايا التى قد تحققها مصر من انضمامها لاتفاقية المشارکة الاورومتوسطية  وخاصة بالنسبة للصادرات الزراعية ومن بينها البرتقال سواء من حيث زيادة الکميات والحصص ومواسم التصدير إلا أن تفعيل هذه الاتفاقية وما يعنيه ذلک من منح مزايا تفضيلية للدول المتوسطية وهى دول مصدرة رئيسية للبرتقال فى تعاملاتها مع الاتحاد الاوربى ، إلى جانب التوسع فى عضوية الاتحاد الاوربى ودخول دول منتجة ومصدرة للبرتقال لهذا الاتحاد من المتوقع أن يؤدى ذلک إلى زيادة حدة المنافسة التى تواجهها الصادرات المصرية من البرتقال وزيادة صعوبات دخول البرتقال المصرى لأسواق الاتحاد الاوربى ، ومن ثم کان الهدف من هذا البحث هو دراسة هيکل التجارة الخارجية للبرتقال لدول الاتحاد الاوربى وکذلک دول جنوب وشرق المتوسط المنضمة لهذه الاتفاقية وذلک خلال الفترة 1994-2003  لمعرفة الميزان التجارى الکمى للبرتقال وبيان العجز أو الفائض من هذا المحصول ، إلى جانب دراسة تأثير تفعيل تلک الاتفاقية على الصادرات المصرية من البرتقال فى بعض الأسواق الرئيسية بدول الاتحاد الاوربى. وقد توصل البحث لمجموعة من النتائج من بينها :-
            ان المزايا التفضيلية للصادرات المصرية من البرتقال والتى تضمنتها اتفاقية المشارکة لم تصل إلى الحد المقبول سواء من حيث الحصة المقررة أو فترات السماح ، حيث يتضح أن هناک نوع من الخلل سواء فى توزيع الحصص الکمية أو فترات السماح الزمنية بين الدول الموقعة على الاتفاقية لصالح بعض دول الاتفاقية دون الاخرى .
أن جميع دول الاتحاد الاوربى تقوم بعمليات تبادل تجارى فيما بينهم لمحصول البرتقال وبدرجات مختلفة ، وأن جميع دول الاتحاد تعانى من عجز ملحوظ نسبياً فى البرتقال فيما عدا کل من أسبانيا ، اليونان ، ايطاليا الأمر الذى يشير إلى أن أسواق الاتحاد الاوربى تعتبر أسواق جاذبة لمصدرى البرتقال فى العالم وخاصة دول جنوب وشرق البحر المتوسط والتى تربطها بدول الاتحاد الاوربى اتفاقيات شراکة.
أما فيما يتعلق بدول جنوب وشرق المتوسط فقد اتضح أن غالبية دول المجموعة قد حققت فائضاً فى ميزانها التجارى الکمى للبرتقال وفى مقدمة هذه الدول المغرب ، مصر ، ترکيا ، لبنان ، اسرائيل على الترتيب ، وهى بذلک تعتبر المنافس الرئيسى لصادرات البرتقال المصرى داخل دول الاتحاد الاوربى.
تمثل واردات الاتحاد الاوربى من بر تقال دول جنوب وشرق المتوسط ما يقرب من 13.6% من إجمالى واردات دول الاتحاد مجتمعة من البرتقال والبالغة نحو 2309.9 ألف طن کمتوسط للفترة 1998-2003 ، ومن الملاحظ أن هذه النسبة أخذت فى التناقص فى السنوات الأخيرة ، کما أتضح أن الأسواق الرئيسية لصادرات برتقال دول جنوب وشرق المتوسط فى دول الاتحاد الاوربى هى أسواق کل من المملکة المتحدة ، هولندا ، المانيا ، بلجيکا وهى نفس الأسواق الرئيسية لصادرات البرتقال المصرى بدول الاتحاد الاوربى.
وبدراسة الوضع التنافسى لصادرات البرتقال فى کل من السوق البريطانى ، الهولندى ، الالمانى اتضح أن صادرات البرتقال المغربى فى الأسواق الثلاث تعتبر أکثر استقراراً من صادرات برتقال کل من مصر ، اسرائيل ، ترکيا . أما من حيث الميزة التنافسية السعرية فقد أوضحت نتائج البحث أن البرتقال المصرى يتمتع بميزة تنافسية سعرية مقابل کل من البرتقال المغربى ، الاسرائيلى ، الترکى فى کل من السوق البريطانى والسوق الالمانى ، فى حين أنه بالنسبة للسوق الهولندى فإن البرتقال المصرى يتمتع بميزة تنافسية سعرية مقابل کل من البرتقال الترکى ، الاسرائيلى حيث يقل عنهما بنحو 15% ، 11% على الترتيب فى حين يزيد عن سعر تصدير البرتقال المغربى فى هذا السوق بنحو 7% وهذا ما يؤکد أن البرتقال المصرى يواجه منافسة شديدة فى السوق الهولندى