يعتبر الطماطم من محاصيل الخضر الإستراتيجيه الهامه على المستوى القومى، بإعتباره من المحاصيل الغذائيه والتصنيعيه التى تقوم عليه بعض الصناعات الغذائية، ومصدراً هاماً من مصادر الدخل الزراعى القومى، والحصول على النقد الأجنبى اللازم لدفع عجلة التنمية الإقتصاديه من خلال مساهمته فى حصيلة الصادرات الزراعية المصريه. وعقب تطبيق سياسات الإصلاح الإقتصادى المصرى، بدأت خطوات جادة نحو الإتجاه إلى سيادة آليات السوق، حيث تم إتخاذ إجراءات متعددة منها إلغاء نظم التسعير والتوريد الإجبارى للمحاصيل الزراعية وإلغاء دعم مستلزمات الإنتاج، فضلاً عن إلغاء الترکيب المحصولى الإجبارى، ولذلک أدت تلک التحولات إلى ترک الحرية للمزارع فى إختيار نوعية المحاصيل التى يرغب فى زراعتها. وعلى ذلک يمکن القول بأن تلک التغيرات الإقتصادية لا شک أنها أحدثت آثاراً مباشرة على القطاع الزراعى المصرى، وبصفة خاصة إنعکاسها على القرارات الإنتاجية الزراعية لمحصول الطماطم الشتوى متمثلة فى إستجابة مزارعى ومنتجى الطماطم الشتوى لتلک المتغيرات.             ولقد جاءت مشکلة البحث فى تلک التغيرات الهيکلية التى صاحبت تطبيق سياسة الإصلاح الاقتصادى فى الزراعه المصرية، ودور تلک التحولات الاقتصادية التى يمکن ان تؤثر على قرار المزارع نحو إستجابته بالتوسع فى زراعة محصول الطماطم الشتوى. ولذلک فإن الهدف الرئيسي من البحث يتمثل فى تقدير دوال إستجابة عرض الطماطم الشتوى فى مصر، للوقوف على أهم المتغيرات التي يمکن أن تؤثر على إستجابة مساحة الطماطم الشتوى المنزرعة، بجانب تقدير مرونة الإستجابة لتلک المتغيرات، ومقدار الإستجابة السنوية لمزارعى الطماطم الشتوى، وبالتالى التوصل إلى الفترة الزمنية اللازم انقضاؤها لتحقيق الإستجابة الکاملة. ولقد تم تقدير دوال إستجابة العرض وفقاً لنماذج التوزيع المتأخر التى تعکس إستجابة المزارع لمختلف المتغيرات الإقتصادية بفترة تأخير عام واحد وفقاً لنموذج مارک نيرلوف، وفترين تأخير وفقاً لنموذج روبرت سولو.             ولقد أوضحت نتائج تقدير دوال إستجابة عرض الطماطم الشتوى فى مصر بإستخدام نموذج نيرلوف للتعديل الجزئى خلال الفترة (1990-2006)، أن الإنتاجية الفدانيه للطماطم تعتبر من أکثر المتغيرات تأثيراً على إستجابة المزارع للتوسع فى زراعة الطماطم الشتوى، کما تبين أيضاً إستجابة مزارعى الطماطم الشتوى للأسعار النسبية بين الطماطم الشتوى وکل من بنجر السکر والفول البلدى. کما أوضحت نتائج تقدير دوال إستجابة العرض لمحصول الطماطم الشتوى طبقاً لنموذج سولو، أن الإنتاجية الفدانيه للطماطم تعتبر من أفضل المتغيرات تأثيراً على إستجابة المزارع للتوسع فى زراعة الطماطم الشتوى، کما تبين أيضاً إستجابة مزارعى الطماطم الشتوى للأسعار النسبية بين الطماطم الشتوى وکل من بنجر السکر والفول البلدى. وکذلک صافى العائد الفدانى النسبى بين الطماطم الشتوى والبطاطس الشتوى.             ولعل إستجابة مزارعى الطماطم الشتوى للإنتاجية الفدانية للطماطم الشتوى تعتبر إنعکاساً للتقدم التکنولوجى فى زراعة الطماطم الشتوى من حيث السياسات المتبعة فى إستنباط ونشر الأصناف عالية الإنتاجية وإحلالها محل الأصناف التقليدية منخفضة الإنتاجية. وکذلک القيام بالحملات القومية والإرشادية لتعليم الزراع أفضل وسائل الزراعة المتقدمة. وعلى الجانب الأخر فإن إستجابة مزارعى الطماطم الشتوى للأسعار والعوائد النسبية قد تعکس فاعلية أثر سياسة الاصلاح الإقتصادى من حيث ترک الحرية للمزارع فى المفاضلة بين نوعية المحاصيل الزراعية التى يرغب فى زراعتها وفقاً للسعر والعوائد الصافية النسبية بين المحاصيل موضوع المفاضلة             ولذلک توصى الدراسة بضرورة تفعيل دور الإرشاد الزراعى والحملات القومية للنهوض بإنتاجية محصول الطماطم الشتوى، وذلک بالعمل على تشجيع الزراع على تبنى أصناف من الطماطم الشتوى عالية الإنتاجية، وتوفير قاعدة معلومات فى مجالى إنتاج وتسويق المحصول لضمان حصول المزارع على سعر مزرعى مناسب يحفزه على التوسع فى زراعة الطماطم الشتوى.