يعتبر التعرف علي الوضع الراهن لإستغلال الموارد الإقتصادية بداية خطوات الإنطلاق نحو تحقيق الإستخدام الأنسب لها، وتعد الأراضي الصحراوية البديل المتاح لإستيعاب طاقات وعقول شباب مصر بعد أن إکتظ بهم الوادي الضيق، لذلک ترکز إستراتيجية الدولة علي تنمية جميع الأنشطة بتلک المناطق وفي مقدمتها النشاط الزراعي لما تتميز به منتجاتها من جودة وخلوها النسبي من متبقيات المبيدات والکيماويات الضارة بصحة الإنسان، ويرکز البحث بصفة خاصة علي محافظة شمال سيناء لأهميتها الأمنية لمصر، ومما لا شک فيه أن مد رقعة التنمية الزراعية علي أوسع نطاق بمحافظة شمال سيناء هو المدخل الذي لا غني عنه لملء الفراغ العمراني بمجتمعات سکنية مستقرة تساهم في تخفيف حدة المشکلة السکانية بالوادي وتدعم الأمن القومي ببعديه الغذائي والعسکري. ونظراً لما يمثله محصول الخوخ بهذه المحافظة من أهمية کبيرة للمزارع السيناوي تأتي أهمية البحث، حيث يعتبر هذا المحصول مصدراً رئيسياً لدخول عدد کبير من المزارعين، ومن ثم إستقرارهم بتلک المحافظة الحدودية الواعدة. لذا فقد إستهدف البحث قياس الکفاءة الإنتاجية والإقتصادية لمزارع الخوخ بمحافظة شمال سيناء، وذلک لمعرفة مدي کفاءة إستخدام الموارد الإنتاجية في مزارع الخوخ والتوصل إلي السعة الإنتاجية المثلي. وأشارت نتائج التحليل الکمي لدوال الإنتاج إلي وجود علاقة بين کمية الناتج من محصول الخوخ کمتغير تابع وبين المتغيرات المستقلة بإستخدام نموذج الإنحدار المتعدد المرحلي، وإتضح أن درجة تأثير المتغيرات المستقلة علي الإنتاج تتراوح بين 72%-77% لإجمالي العينة ومرکزي رفح والشيخ زويد، مما يوضح أهمية هذه المتغيرات في التأثير علي الکمية المنتجة من الخوخ حيث إتضح تقارب العوامل المؤثرة علي إنتاج محصول الخوخ، وقد تمثلت تلک العوامل المشترکة المؤثرة علي الإنتاج في الکميات المستخدمة من العمل البشري، المبيدات، عدد الأشجار (الکثافة الفدانية)، وبذلک تتفق نتيجة التحليل الإحصائي للتعرف علي أهم العوامل الفيزيقية المؤثرة علي الإنتاج مع المنطق الإقتصادي، لما تمثله تلک العناصر من تأثير علي الإنتاجية الفدانية لمحصول الخوخ، کما تبين من نتائج القياس الإحصائي لتحليل التباين بين متوسط إنتاجية محصول الخوخ بمرکزي رفح والشيخ زويد ثبوت معنوية الفروق بين متوسطات الإنتاجية الفدانية للمرکزين عند مستوي معنوية 0.05 ، أما المرونات الإنتاجية الإجمالية فقد عکست مرحلة العائد المتزايد للسعة، بما يوضح أن مزارعي الخوخ ينتجون في المرحلة غير الإقتصادية، وهو شأن أغلب مزارعي محافظة شمال سيناء لکثير من المحاصيل، ويعزي ذلک إلي الإستخدام غير الأمثل لبعض العناصر الإنتاجية. وقد أکد ذلک أن قيمة الکفاءة الإقتصادية (العائد الإقتصادي للوحدة المستخدمة) للعناصر الإنتاجية المستخدمة أکبر من الواحد الصحيح، مما يعني عدم بلوغ حد الکفاءة الإقتصادية للعناصر الإنتاجية المستخدمة وهذا يعني أن المنتجين في العينة البحثية يمکنهم زيادة أرباحهم من الناتج بزيادة الوحدات المستخدمة من العناصر الإنتاجية حتى تتساوي قيمة الإنتاجية الحدية لکل مورد مع تکلفة فرصته البديلة. کما أوضحت دوال التکاليف الکلية لإنتاج الخوخ أن جميع الدوال قد أخذت الصورة التکعيبية کما إتفقت مع المنطق الإقتصادي وتأکدت من الوجهة الإحصائية عند مستوي معنوية 0.01. وقد أمکن تقدير المعدل الأمثل لإجمالي عينة الدراسة ومرکزي رفح والشيخ زويد  بحوالي 4.33، 4.27، 2.96 طن/فدان علي الترتيب وهو المعدل الذي يتحقق عنده أدني مستوي لتکلفة الطن، کما قدر المعدل المعظم للربح علي کافة المستويات السابق ذکرها بحوالي 6.3، 5.8، 4.01 طن/فدان علي الترتيب، وإتضح من حساب مرونة التکاليف الإنتاجية والبالغة علي التوالي حوالي 0.34، 0.12، 0.34، لمحصول الخوخ أن مزارعي العينة لم يصلوا بعد إلي إستخدام الموارد الإنتاجية الزراعية الإستخدام الکفء، حيث أکدت نتائج مرونة التکاليف الإنتاجية ما توصلت إليه نتائج المرونة الإجمالية لدوال الإنتاج لمزارعي الخوخ بعينة الدراسة في محافظة شمال سيناء. کما أشارت نتائج قياس بعض المؤشرات الفنية المحدودة للکفاءة الإقتصادية لإنتاج محصول الخوخ بمرکزي رفح والشيخ زويد بتلک المحافظة أن مرکز رفح يأتي في المقدمة بالنسبة لمؤشرات متوسط إنتاج الفدان، الإيراد الکلي، صافي الإيراد، معدل العائد إلي التکاليف الکلية، معدل العائد إلي التکاليف المتغيرة، القيمة المضافة، وکذلک إربحية الجنية المنفق في إنتاج الخوخ مقارنة بنظيره مرکز الشيخ زويد علي التوالي. بينما يأتي مرکز الشيخ زويد في المقدمة بالنسبة لمتوسط التکاليف المتغيرة لإنتاج طن الخوخ ونصيب الکجم من التکاليف المتغيرة عن مثيلتها بمرکز رفح.