تعتبر مياه الرى من أهم المحددات الرئيسية للتنمية الزراعية فى مصر ، حيث يتسم العرض الحالى لمياه الرى بالثبات فحصة مصر من مياه النيل لا تتجاوز 55.5 مليار متر مکعب سنويا ، فى الوقت الذى يتزايد فيه الطلب على المياه نتيجة  لزيادة السکان وارتفاع مستوى المعيشة والتوسعات العمرانية والزراعية. وفى ظل الظروف الحالية وأمام محدودية الموارد المائية وتزايد الطلب على الغذاء تعد زيادة إنتاجية مياه الرى الخيار المتاح فى المدى القصير لتدبير موارد مائية إضافية وأحد المسارات الرئيسة لزيادة الإنتاج الزراعى ، وکذلک التوسع فى انتاج المحاصيل ذات الميزة النسبية والتنافسية لزيادة الصادرات الزراعية. وتتضمن الدراسة أهم محاصيل الخضر الدرنية والجذرية وهى: البطاطس ، البطاطا ، والقلقاس التى تنتج فى أکثر من عروة زراعية فى کل من الأراضى القديمة والأراضي الجديدة بالإضافة إلى أنها سلعة غذائية وتصنيعية هامة وترتبط بالعديد من السياسات الإنتاجية والتصديرية . وتهدف الدراسة إلى التعرف على کفاءة استخدام مياه الرى فى کل من الأراضى القديمة والأراضي الجديدة وعروات الإنتاج المختلفة للمحاصيل موضوع الدراسة. واعتمدت الدراسة على البيانات الثانوية التى تم الحصول عليها من الجهاز المرکزى للتعبئة العامة والإحصاء ووزارة الزراعة قطاع الشئون الاقتصادية.  وتم استخدام أسلوب الانحدار للتعرف على الاتجاهات العامة لمؤشرات الإنتاجية، وتطبيق بعض معايير الکفاءة الجزئية للوقوف على مؤشرات کفاءة استخدام مياه الرى فى إنتاج محاصيل الخضر موضوع الدراسة. توصلت الدراسة إلى العديد من النتائج أهمها: الرقعة المزروعة بالخضر الدرنية والجذرية تمثل نحو 17 % من إجمالي الرقعة المزروعة بالخضر موزعة بنسبة 15 % ، 1.5 % ، 0.5 % لمحاصيل البطاطس ، البطاطا ، والقلقاس على الترتيب ؛ وجود تحسن فى متوسط الإنتاجية الفدانية حيث بلغ معدل التغير السنوى نحو 2 % ، 5 % لمحصولى البطاطس والبطاطا على الترتيب ؛ تفوق معدل التغير السنوى فى الإنتاجية على نظيره الرقعة المزروعة للمحاصيل موضوع الدراسة مما ينعکس بآثار موجبة على تکلفة الوحدة المنتجة وبالتالى کفاءة استخدام الموارد. وتشير المعايير التى استندت إليها الدراسة لقياس کفاءة استخدام مياه الرى أن الأراضى الجديدة أعلى کفاءة فى استخدام مياه الرى من الأراضى القديمة حيث : تنخفض الاحتياجات المائية الفدانية لمحاصيل الخضر الجذرية والدرنية فى الأراضى الجديدة عن مثيلتها فى الأراضى القديمة بنسبة 35 % للبطاطس ، و62 % للبطاطا نظرا لاختلاف نظم الرى ؛ يتفوق معيار إنتاجية وحدة المياه فى الأراضى الجديدة عن مثيله فى الأراضى القديمة بمعدلات بلغت نحو 58 % فى العروة النيلى ، 37 % فى العروة الشتوى ، 33 % فى العروة الصيفى لمحصول البطاطس ، ولمحصول البطاطا بلغت نحو 1 % و 3 % فى العروة الشتوى والصيفى على الترتيب ؛ تنخفض کمية المياه اللازمة لإنتاج وحدة فيزيقية (طن) من البطاطس فى الأراضى الجديدة عن مثيلتها فى الأراضى القديمة فى العروات الشتوى ، الصيفى ، والنيلى بنسبة تقدر بنحو 26%، 25%، و35% على الترتيب ؛ يتفوق صافى العائد الفدانى لمحصولى البطاطس والبطاطا فى الأراضى الجديدة عن الأراضى القديمة فى عروات الانتاج المختلفة فبالنسبة لمحصول البطاطس بلغت تلک الزيادة نحو 45 % ، 32% ، و61%  في العروة الشتوى ، الصيفى ، والنيلى على الترتيب. أما بالنسبة لمحصول البطاطا فقد بلغت هذه الزيادة فى العروة الشتوى نحو 98 % والصيفى نحو 68 % ، وتشير هذه النسب إلى قيمة الفاقد في الإنتاج نتيجة توظيف مورد المياه لکل محصول في الأراضى القديمة بدلا من الأراضى الجديدة.  وتوصى الدراسة بضرورة العمل على زيادة إنتاجية مياه الرى بتطبيق نظم الرى الحديثة لترشيد استخدامها، وإعادة تخصيص مياه الرى على أساس معيار صافى عائد الوحدة المائية فمثلا بالنسبة لمحاصيل الخضر موضوع الدراسة يتم الترکيز على التوسع فى زراعة البطاطس فى الأراضي الجديدة بصفة عامة وأولوية الترکيز للموسم النيلى ثم الشتوى ثم الصيفى ، أما بالنسبة  للبطاطا توصى الدراسة بالتوسع فى زراعتها فى الأراضى الجديدة بصفة عامة والموسم الشتوى بصفة خاصة، والقلقاس فى الموسم الشتوى