لقد أصبحت مشکلة توفير الغذاء تمثل تحدياً حقيقياً للمجتمع المصرى فى الوقت الراهن، وهى مشکلة تتمثل أبعادها فى إختلال التوازن بين إحتياجات المستهلکين من الغذاء وبين ماهو معروض ومتاح بالفعل منه، الامر الذى ترتب عليه وجود فجوه غذائية بين الإنتاج والإستهلاک. وتشتمل الفجوة الغذائية على أنواع رئيسية من الغذاء، وأحد هذه الجوانب هى فجوة الحبوب، حيث قدر متوسط نسبة الاکتفاء الذاتى من دقيق القمح والذرة الشامى بنحو 59.60%، 55.05% على الترتيب خلال الفترة (1995-2006).             ولقد إستهدف البحث دراسة الوضع الحالى لإنتاج وإستهلاک محصولى القمح والذرة الشامى فى مصر، والتعرف على بعض العلاقات الإقتصادية المرتبطة بهما والتقدير الکمى لأثر أهم محددات کل من الانتاج والاستهلاک المحلى منهما على نسبة الإکتفاء الذاتى، وتقدير حجم الفجوة الغذائية والتوصل إلى بعض التوصيات الممکن الإسترشاد فى إتخاذ القرارات الإنتاجية والإستهلاکية والتى قد تساعد واضعى السياسات الإقتصادية الزراعية فى هذا المجال.             ولقد إعتمدت الدراسة على استخدام الاسلوب الوصفى والتحليلى، وبعض الطرق الاحصائية ومنها طريقة المربعات الصغرى لتقدير معادلات الاتجاه الزمنى والإنحدار المتعدد للمتغيرات الإقتصادية موضع الدراسة، کما تم إستخدام البيانات الثانوية المنشورة التى تصدرها الجهات الرسمية الحکومية خلال الفترة موضع الدراسة (1995-2006).             ولقد أوضحت نتائج البحث فيما يتعلق بمحصولى القمح والذرة الشامى أن الإنتاج الکلى مسئول بدرجة کبيرة عن زيادة نسبة الإکتفاء الذاتى وبدرجة أکبر من زيادة المساحة المزروعة، ولعل ذلک قد يکون راجعاً لزيادة التقدم التکنولوجى فى إستباط أصناف جديدة. کما أن زيادة الإستهلاک يليها الزيادة فى عدد السکان مسئولة عن إنخفاض نسبة الإکتفاء الذاتى، ولعل ذلک يوضح ضرورة ترشيد إستهلاک دقيق القمح والذرة الشامى، نظراً لأن معدلات الزيادة فى الإستهلاک تجاوز معدلات الزيادة فى عدد السکان.             ولقد أمکن للدراسة الخروج ببعض التوصيات والتى يمکن من خلالها تخفيف حجم الفجوة الغذاية من محاصيل الحبوب من خلال: زيادة حجم الانتاج المحلى عن طريق زيادة المساحة المزروعة أو زيادة الإنتاجية الفدانية،  الترکيز على مشروعات التوسع الزراعى الأفقى والرأسى، وأيضاً إدخال بدائل فى صناعة دقيق القمح مثل دقيق الذرة الشامية والذرة الرفيعة ودقيق فول الصويا والشعير، وترشيد الوعى الإستهلاکى والتوعية القومية من خلال جميع وسائل الإعلام لترشيد الاستهلاک والحد من الفاقد فى إستهلاک الخبز.