تمثل اللحوم الحمراء حجر الزاوية فى النمط الغذائى البروتينى للإنسان کما أن متوسط الاستهلاک الفردى منها يعد معيارا من معايير التنمية. وعلى الرغم من زيادة الجهود المبذولة لتنمية قطاع الإنتاج الحيواني فى مصر إلا أن هناک قصورا فى الطاقة الإنتاجية من اللحوم الحمراء عن مواجهة الطاقة الاستهلاکية المتزايدة نتيجة التزايد المستمر فى أعداد السکان ، الأمر الذى يترتب عليه انخفاض نسبة الاکتفاء الذاتى من اللحوم الحمراء. لذا تهدف الدراسة إلى التحليل الإقتصادى لکفاءة إنتاج وتسويق اللحوم الحمراء فى مصر. 
واعتمدت الدراسة بصفة رئيسية على أسلوبي التحليل الوصفى والکمى لبيانات السلاسل الزمنية ، حيث تم استخدام طريقة تحليل الانحدار البسيط فى دراسة تطور المتغيرات المتعلقة بإنتاج واستهلاک اللحوم الحمراء باستخدام بيانات سلسلة زمنية من عام 1986 إلى عام 2005 ، کما استخدمت الدراسة الأسلوب الإحصائى المعروف بتحليل الانحدار المتعدد وأسلوب الانحدار المرحلى فى تقدير الدالة الإنتاجية للحوم الحمراء فى الزراعة المصرية. وتم تقدير الهوامش التسويقية ونصيب کل من المنتج وتاجر الجملة وتاجر التجزئة من جنيه المستهلک لتقييم کفاءة أداء المنظومة التسويقية للحوم الحمراء فى مصر. واستخدمت الدراسة البيانات الإحصائية الثانوية المنشورة والتى تصدر عن الجهات والهيئات الرسمية المختلفة. 
توصلت الدراسة إلى العديد من النتائج الهامة يمکن إبرازها فى أن : متوسط القيمة الحقيقية للإنتاج من اللحوم الحمراء خلال الفترة (1986-2005) يمثل نحو 41.91 % من قيمة الإنتاج الحيوانى ، على الرغم من مساهمة الوحدات الحيوانية من الجاموس والأبقار بلغت بنحو 46 % و44 % على الترتيب من جملة الوحدات الحيوانية المنتجة للحوم الحمراء تساهم الأبقار والجاموس بنحو 42.27 %  و39.11 % من إجمالى إنتاج اللحوم الحمراء على الترتيب. الإنتاج من اللحوم الحمراء يزيد بمعدل نمو قدره 2.37 % فى حين يتزايد الاستهلاک بمعدل نمو قدره 2.54 % . الفجوة الغذائية من اللحوم الحمراء تزيد بمعدل  نمو 3.44 % ، مما يتطلب ضرورة العمل على تقليل هذه الفجوة من خلال العمل على زيادة الإنتاج.
وتبين من تقدير الدالة الإنتاجية أن إنتاج اللحوم الحمراء يتناسب طرديا مع أعداد الوحدات الحيوانية وذلک بصفة مؤکدة إحصائيا ، کما يتناسب طرديا مع کمية الأعلاف الجافة والمرکزة بصفة غير مؤکدة إحصائيا ، فى حين يتناسب إنتاج اللحوم الحمراء عکسيا مع کمية الأعلاف الخضراء بصفة غير مؤکدة إحصائيا. وتشير معاملات المرونة الجزئية إلى أن مستوى استخدام أعداد الوحدات الحيوانية ، الأعلاف الجافة والأعلاف المرکزة يتم  فى مرحلة تحقيق الکفاءة الإنتاجية نظرا لأن مرونتها الإنتاجية أقل من الواحد الصحيح ، فى حين يشير معامل المرونة الجزئية للأعلاف الخضراء إلى أنه قد تجاوز مرحلة تحقيق الکفاءة الإنتاجية.  وتشير المرونة الإجمالية والتى قدرت بنحو 1.03 إلى زيادة العائد للسعة من استخدام العناصر الإنتاجية فى إنتاج اللحوم الحمراء مما يوضح کفاءة استخدام تلک العناصر وضرورة التوسع فى الکميات المستخدمة منها لزيادة الکفاءة الإنتاجية. وباستخدام أسلوب تحليل الانحدار المرحلى تبين أن أعداد الوحدات الحيوانية وکمية الأعلاف المرکزة يعدا من أهم العوامل المؤثرة على الإنتاج من اللحوم الحمراء فى الزراعة المصرية
وتشير نتائج توزيع جنيه المستهلک بين کل من المنتج والوسطاء إلى أن متوسط نصيب المنتج قد بلغ نحو 67.64 % من سعر التجزئة ، بينما بلغ متوسط نصيب کل من تاجر الجملة وتاجر التجزئة نحو 19.09 % و13.27 % من سعر التجزئة على الترتيب. وعلى الرغم من ارتفاع متوسط نصيب المنتج من جنيه المستهلک إلا أنه قد يعتبر منخفضا نسبيا وذلک لارتفاع التکاليف الإنتاجية فى الفترة الأخيرة.  
وتوصى الدراسة بضرورة زيادة الاستثمارات المخصصة لقطاع الإنتاج الحيوانى وتوفير مصادر غير تقليدية للأعلاف للعمل على زيادة الإنتاج والعمل على تدنية الهوامش التسويقية للحوم الحمراء ، ومزيد من تشجيع التوسع فى مشروعات الإنتاج من بدائل اللحوم الحمراء أهمها الاستزراع السمکى لسد الفجوة الغذائية من البروتين الحيوانى کبديل للحوم الحمراء.