تنفرد محافظتي اللاذقية وطرطوس في الساحل السوري على البحر الأبيض المتوسط بأنهما المنتجتين الأساسيتين للحمضيات بمختلف أنواعها في سوريا.إذ إن إنتاجهما لم يقل عن 98% تقريباً من إنتاج سوريا من الحمضيات (الموالح) لعقد ونصف خلا من الزمن. وإن مما ساعد في انتشار هذه الزراعة وامتلاک ميزة نسبية[1] في الإنتاج في هاتين المحافظتين اللتين تقعا غرب البلاد ويحدهما البحر الأبيض المتوسط من الغرب هو البيئة الملائمة لزراعة الحمضيات وخبرة الزراع.وقد أصبح انتشار هذه الزراعة في الساحل السوري واقع وحقيقة اقتصادية واجتماعية لأبناء المنطقة إذ يعمل في هذا الفرع من الإنتاج النباتي ما لا يقل عن 35 ألف عائلة[2]. لذا فإن زراعة الحمضيات تعتبر إحدى سمات الاقتصاد الزراعي لمنطقة الساحل السوري ويرى وجهها الاجتماعي في ذلک العدد الکبير من أبناء الريف الذين امتهنوا هذه الصنعة وأصبحت لديهم خبرات مهمة في تربية أشجار الحمضيات لتعطي أکبر مردود وأفضل إنتاج. وفي هذا البحث سنسلط الضوء على کفاءة عمليات التسويق من خلال أسعار الجملة والتجزئة (المفرق) في سوق الحمضيات في محافظة اللاذقية.
[1] - الحمضيات في سوريا . المنظور السلعي رقم (5) المرکز الوطني للسياسات الزراعية تشرين الأول 2007 [2] - تصريح لوجيه الموعي مدير مرکز بحوث الحمضيات حالياً ورئيس مکتب الحمضيات سابقاً لوکالة سانا السورية في 2/ 7 / 2008