استهدفت هذه الدراسة التعرف على أنواع العنف الأسرى الموجه ضد المرأة الريفية بمحافظة کفر الشيخ ، والوقوف على أهم العوامل المرتبطة والمحددة لهذه الأنواع ، وقد تم تجميع البيانات اللازمة للدراسة باستخدام الاستبيان بالمقابلة الشخصية لعينة عشوائية منتظمة من الزوجات الريفيات قوامها 200 زوجة ريفية تم اختيارهن من ثلاث قرى بمراکز البرلس ، وبيلا ، وسيدى سالم. وقد تضمنت الدراسة 21 متغيراً بحثياً منها 15 متغيراً مستقلاً ومتغير تابع مرکب ( العنف الأسرى الموجه ضد المرأة الريفية ) والذى يتألف بدوره من خمسة محاور فرعية هى : العنف الأسرى البدنى ، والعنف الأسرى النفسى، والعنف الأسرى الاقتصادى، والعنف الأسرى التعليمى ، والعنف الأسرى الجنسى.  واستخدم لتحليل بيانات الدراسة أساليب الارتباط البسيط ، والانحدار الخطى المتعدد ، والانحدار الخطى المتعدد التدرجى الصاعد ، فضلاً عن استخدام التکرارات والنسب المئوية ، والمتوسطات الحسابية، والدرجات المرجحة ، واختبارى " ف " ، و " ت " ، ومعامل ثبات کرونباخ ، وتم التحليل باستخدام البرنامج الاحصائى SPSS (17) . وتتلخص أهم نتائج الدراسة فيما يلى : 1-    تتعرض الريفيات للأنواع الخمسة المدروسة من العنف الأسرى بمختلف مظاهرها بدرجات متفاوتة ، وقد جاءت أنواع العنف الموجهة ضد المرأة الريفية مرتبة تنازلياً وفق أهميتها النسبية من وجهة نظر المبحوثات کما يلى : العنف الأسرى البدنى ، العنف الأسرى النفسى ، العنف الأسرى الاقتصادى ، العنف الأسرى الجنسى ثم العنف الأسرى التعليمى . 2-       أظهرت نتائج الدراسة أن الزوج هو الممارس الأول للغالبية العظمى من أنواع العنف الأسرى الموجه ضد المرأة الريفية . 3-    جاءت اتجاهات الغالبية العظمى من المبحوثات مؤيدة لقضايا: ختان الإناث ، والزواج المبکر ، والتمييز النوعى، والتى تعتبرها الأدبيات مظاهر سافرة للعنف ضد النساء عموماً ، وضد الريفيات منهن على وجه الخصوص . 4-    أظهرت النتائج التحليلية أهمية متغيرات: شعور الريفيات بالانتماء لقراهن ، والاتجاه السلبى للمبحوثات نحو قضية الزواج المبکر ، وزيادة حجم الوحدة المعيشية ، وصغر سن المبحوثة ، والاتجاه الايجابى للريفيات نحو قضية عدم المساواة بين الرجل والمرأة ( التمييز النوعى ) کأسباب قوية أو کمحددات لانخفاض مقدار العنف الأسرى الموجه ضد المرأة الريفية عينة الدراسة . 5-    اتضح أن أهم الآثار السلبية المترتبة على استمرار ممارسة العنف الأسرى ضد المرأة الريفية کان فقدان المرأة لثقتها بنفسها ، وعدم قدرتها على تربية أطفالها وتنشئتهم بشکل تربوى سليم ، وبغض المرأة لزوجها مما يعيق بناء الحياة المشترکة و الذى يؤدى فى معظم الأحيان إلى الطلاق والتفکک الأسرى.