تمثل قضية الفروق الريفية الحضرية خلافاً بين العلماء، إذ أن المفاهيم المتصلة بها حتى الآن ما زالت غامضة، وينقصها الوضوح والتحديد، فضلاً عن أنها تتمتع بدرجة عالية من المرونة والاستجابة السريعة لأشکال التغير الاجتماعي.             وبصفة عامة فإن الدراسة الراهنة تهدف إلى التعرف على الاختلافات بين الريف والحضر فى بعض مؤشرات التنمية الريفية، واستخدام المؤشرات فى بناء نموذج مثالي للدرجات الريفية- الحضرية.             عمدت الدراسة إلى استخدام المنهج التاريخي لتتبع مؤشرات ودليل التنمية البشرية وکذلک استخدام المنهج الکمي لتحليل المؤشرات المصنفة (ريف- حضر)، إضافة إلى استخدام المحددات الإحصائية لبناء المقياس المقترح بالاضافة الى تطبيق ذلک على محافظة البحيرة کمجال جغرافى للدراسة کمثال .             وأشارت نتائج التحليل الإحصائي إلى وجود فروق معنوية بين الريف والحضر فى (15) موشراً، وباستخدام شروط الجمع والإضافة تمکنت الدراسة من تکوين مؤشر مجمع من (10) مؤشرات فرعية، واعتبر المتوسط الهندسي لهذه المؤشرات معبراً عن درجة الريفية.             وبتطبيق هذا النموذج على محافظة البحيرة تبين أن حضر مرکز دمنهور هو الأقل من حيث درجة الريفية والتى بلغت (29.7%)، فى حين أن حضر مرکز الرحمانية هو الأعلى ريفية (53.2%). وعلى مستوى قرى مرکز دمنهور تبين أن قرية العمرية هي الأعلى ريفية (74%)، وأن قرية عزب نقرها هي الأقل ريفية (48.3%).