تعتبر الألبان من الأغذية التى تقى الإنسان من الأمراض لإحتوائها على العديد من العناصر الغذائية والفيتامينات والأملاح المعدنية التى يحتاجها جسم الإنسان کما أنها من مصادر الغذاء الصحي الکامل المتوازن ، فضلاً عن أنها تحتل مکانة لا يستهان بها في کلٍ من القطاع الحيواني والزراعي حيث بلغ المتوسط السنوى لقيمة اللبن الخام خلال الفترة (2005-2009) نحو 15.6 مليار جنيه بما يمثل 25.4 % ، 9.8 % من المتوسط السنوى لقيمة الإنتاج الحيواني والزراعي علي الترتيب خلال نفس الفترة ، وعلى الرغم من الأهمية الغذائية والإقتصادية للألبان إلا أنه توجد فجوة بين الإنتاج والإستهلاک المحلى منها تقدر فى المتوسط بنحو 637.6 ألف طن خلال الفترة (2005-2009) حيث بلغ المتوسط السنوى للطاقة الإنتاجية اللبنية في مصر ما يقدر بنحو 5871.4 ألف طن ، بينما بلغ المتوسط السنوى للکمية الإستهلاکية منها ما يقدر بنحو 6509 ألف طن خلال نفس الفترة  وهذا يعنى أن نسبة الإکتفاء الذاتى من الألبان فى المتوسط قد بلغت حوالى 90.2 % مما دعى الدولة إلى إستيراد ما قيمته 1.69 مليار جنيه من الألبان ومنتجاتها فى المتوسط خلال الفترة (2005- 2009) بما يمثل حوالى 30.3 % ، 0.92 % من المتوسط السنوى لإجمالى قيمة واردات منتجات الصناعات الغذائية وإجمالى قيمة الواردات بجمهورية مصر العربية على الترتيب خلال نفس الفترة ومن ثم المساهمة فى زيادة أختلال الميزان التجارى.    لذلک أستهدف البحث بصفة أساسية دراسة موقف إنتاج وإستهلاک الألبان فى مصر فى الوقت الحالى والمستقبل متضمناً ذلک دراسة الأهمية النسبية لمصادر إنتاج الألبان فى مصر خلال الفترة (2005-2009) ، ودراسة أهم العوامل المؤثرة على إستهلاک الألبان فى مصر خلال الفترة (1995-2009) ، فضلاً عن دراسة تطور الإنتاج والإستهلاک والفجوة والأکتفاء الذاتى ومتوسط نصيب الفرد من الألبان خلال الفترة (1995-2009) مع التنبؤ بکميات الإنتاج والإستهلاک وحجم الفجوة ونسبة الأکتفاء الذاتى ومتوسط نصيب الفرد من الألبان وذلک بغرض توجيه السياسة الإنتاجية بما يکفل مواجهة الطلب المحلى على الألبان ، فضلاً عن تحديد الکميات المتوقع إستيرادها من الألبان ومنتجاتها إذا ما لم يتم تغطية الفجوة اللبنية عن طريق زيادة الإنتاج والإنتاجية من الألبان سنوياً. وأعتمد البحث في تحليل بيانات هذه الدراسة على بعض أساليب التحليل الوصفي والکمى وخاصة تقدير المتوسطات ومعاملات الإرتباط والإنحدار وتحليل الإنحدار البسيط والمتعدد ، وذلک بالإعتماد على أختبارات المعنوية الإحصائية للتعرف على مدى منطقية أو مصداقية النتائج والعلاقات المتحصل عليها وذلک بإستخدام برنامج التحليل الإحصائى spss . هذا وقد أسفرت الدراسة عن مجموعة من الحقائق حيث أوضحت الدراسة الأهمية النسبية لمتوسط أعداد حيوانات اللبن الحلابة فى مصر خلال فترة الدراسة أن الماعز تحتل المرتبة الأولى ، والأبقار المرتبة الثانية ، والجاموس المرتبة الأخيرة بنسبة 41 % ، 30 % ، 29 % على الترتيب من المتوسط السنوى لإجمالى أعداد حيوانات اللبن الحلابة. وأوضحت الدراسة الأهمية النسبية لمتوسط إنتاج الألبان فى مصر خلال فترة الدراسة أن إنتاج الألبان من الأبقار وإنتاجية الرأس منها تحتل المرتبة الأولى بنسبة 51.2 % من المتوسط السنوى لإجمالى إنتاج الألبان ، أما المتوسط السنوى لإنتاجية الرأس منها بلغ حوالى 1.7 طن بما يعادل 4.7 کجم يومياً . فى حين يأتى إنتاج الألبان من الجاموس وإنتاجية الرأس منها فى المرتبة الثانية بنسبة 44.6 % من المتوسط السنوى لإجمالى إنتاج الألبان ، أما المتوسط السنوى لإنتاجية الرأس منها بلغ حوالى 1.6 طن بما يعادل 4.4 کجم يومياً ، بينما يأتى إنتاج الألبان من الماعز وإنتاجية الرأس منها فى المرتبة الأخيرة بنسبة 4.1 % من المتوسط السنوى لإجمالى إنتاج الألبان على الرغم من زيادة أعدادها التى أحتلت مرکز الصدارة بنسبة 41 % من المتوسط السنوى لإجمالى أعداد حيوانات اللبن الحلابة ، أما المتوسط السنوى لإنتاجية الرأس منها بلغ حوالى 0.1 طن بما يعادل 0.3 کجم يومياً . کما أوضحت الدراسة أن أهم المتغيرات التى تؤثر على الکمية المستهلکة من الألبان فى نموذجالإنحدار المتعدد المرحلى هى عدد السکان ، ومتوسط دخل الفرد السنوى . وقد أوضحت نتائج قياس الإتجاه الزمنى العام أن هناک إتجاهاً عاماً تصاعدياً معنوياً إحصائياً عند مستوى معنوية 0.01 لکلٍ من کمية إنتاج وإستهلاک الألبان ونسبة الإکتفاء الذاتى ومتوسط نصيب الفرد من الألبان بمعدل نمو سنوى 5.9 % ، 3.6 % ، 2.4 % ، 2.3 % على الترتيب . کما أشارت معادلة الإتجاه الزمنى العام لحجم الفجوة من الألبان أن هناک إتجاهاً عاماً تناقصياً معنوياً إحصائياً بمعدل إنخفاض سنوى 6.6 % من المتوسط السنوى لحجم الفجوة خلال فترة الدراسة . کما أشارت الدراسة إلى أنه من المتوقع أن تتزايد کمية إنتاج الألبان لتصل إلى 7920 ألف طن عام 2015 بمعدل زيادة يمثل 29.8 % من کمية إنتاج الألبان عام 2009 ، ومن المتوقع أن تتزايد الکمية المستهلکة من الألبان لتصل إلى 8064.99 ألف طن عام 2015 بمعدل زيادة يمثل 30.2 % من کمية إستهلاک الألبان عام 2009. ومن المتوقع أن يزداد حجم الفجوة من الألبان ليصل إلى 144.99 ألف طن عام 2015 بمعدل زيادة يمثل 55.9 % من حجم الفجوة عام 2009 الأمر الذى يشير إلى أن نسبة الإکتفاء الذاتى من الألبان ينتظر أن تبلغ حوالى 98.2 % عام 2015 بمعدل إنخفاض يمثل 0.3 % من نسبة الإکتفاء الذاتى عام 2009. وبالنسبة لمتوسط نصيب الفرد من الألبان فإنه من المتوقع أن يتزايد ليصل إلى 104.34 کجم/سنة عام 2015 بمعدل زيادة يمثل 28 % من متوسط نصيب الفرد من الألبان عام 2009 .             وتوصى الدراسة بالأتى :- - الإهتمام بزيادة أعداد حيوانات اللبن الحلابة لاسيما الأبقار والجاموس مع ضرورة أنتقاء السلالات ذات الإنتاجية العالية ، فضلاً عن مراعاة التغذية السليمة والرعاية البيطرية الکاملة . - تحسين إنتاجية الماعز من الألبان عن طريق الهندسة الوراثية ، فضلاً عن إستنباط عليقة خاصة تتغذى عليها تزيد من إدرار اللبن للرأس وتوجيه هذا الإنتاج اللبنى منها إلى صناعة الألبان ومنتجاتها مع تعديل فى خواص اللبن إن لزم الأمر بما يرضى أذواق المستهلکين من حيث الطعم واللون .. وغيرها . - زيادة الإهتمام بتخفيف حدة الزيادة السکانية لتخفيف معدل الإستهلاک اللبنى ومن ثم تقليص حجم الفجوة اللبنية فى مصر . - المحافظة على متوسط سعر التجزئة للبيض عند المستوى الذى لايسمح بزيادة الطلب على الألبان على ضوء ما أشارت إليه مرونة الطلب العبورية للألبان والتى قدرتها الدراسة بنحو 0.51  - العمل على رفع متوسط نصيب الفرد من الألبان ليقترب من معدلات التغذية السليمة التى توصى بها منظمة الأغذية والزراعة والتى تقدر فى المتوسط بحوالى 150 کجم/سنة وذلک عن طريق زيادة الإنتاج المحلى من الألبان وإيجاد حلولاً للمشاکل التى تعوق زيادة الإنتاج اللبنى فى مصر.