توجد فروق بين الدول وبعضها البعض من حيث حجم مشکلة الفقر، وأيضاً من حيث برامج مکافحتها والحد من انتشارها. فقد تمکنت بعض الدول من تطبيق برامج تنموية اقتصادية واجتماعية ناجحة استطاعت من خلالها السيطرة على مشکلة الفقر ومحاصرتها، بينما هناک دول أخرى أخذت مشکلة الفقر فيها تتسع وتنتشر بين العديد من فئات السکان. ومن هذا المنطلق تنبع أهمية تحديد خصائص الأسر الفقيرة، لمحاولة وضع برامج جيدة من شأنها استهداف الفقراء، والحد من مشکلة انتشار الفقر، ويتطلب إعداد تلک البرامج التحديد الدقيق للأسر الفقيرة من خلال الاعتماد على مقاييس للفقر. لذا فقد استهدف هذا البحث تحديد طبقة الفقراء فى مصر من خلال بيانات بحث الدخل والانفاق والاستهلاک لعام 2010 / 2011 ودراسة اهم خصائص هذه الطبقة من خلال مؤشر مرکب هو مؤشر الثروة وذلک سعياً وراء تحسين ظروف معيشتهم وخصائصهم الاجتماعية. وذلک من خلال استخدام أسلوب التحليل الوصفى فى بيان وتوضيح مؤشرات الفقر فيما بين أقاليم جمهورية مصر العربية والتفرقة بين أنواعه ، کما استخدم أيضاً أسلوب التحليل الکمى باستخدام معامل جينى لقياس التجانس فى مستويات الانفاق داخل مصر . واستخدم مؤشر الثروة کمؤشر مطلق للفقر لتحديد رفاهة الأسر وحالتها الاقتصادية ، وقد استخدم معامل سبيرمان للرتب لإختبار التناظر بين نتائج مؤشر الثروة ومتوسط الإنفاق الاستهلاکى للمحافظات ، من خلال مقارنة ترتيب الأسر باستخدام مؤشر الثروة مع ترتيب الأسر باستخدام متوسط الإنفاق الاستهلاکى على مستوى کل من إجمالى الجمهورية والحضر والريف. وقد توصل البحث إلى عدد من النتائج الاقتصادية والاجتماعية أهمها : 1- بالرغم من الارتفاع المتزايد لنسبة الفقراء حسب مقياس الفقر القومى الا أن هناک تحسن وانخفاض ملحوظ فى نسبة الفقراء وفقا لمقياس الفقر المدقع . 2- تحتاج الأسرة المکونة من خمسة أفراد الى 1270 جنيها فى الشهر حتى تستطيع الوفاء باحتياجاتها الاساسية . 3- الفقراء أکثر تمثيلا فى ريف الوجه القبلى حيث يسکن 51% من الفقراء فى ريف الوجه القبلى بينما يعيش 25.6% من السکان بها . 4- هناک ارتباط وثيق بين الاستقرار فى العمل وحالة الفقر حيث 25% من الفقراء المشتغلين يعملون عمل غير دائم (متقطع) بينما تقل تلک النسبة إلى 17% فقط من غير الفقراء عام 2010/2011.  ، کما أن 83% من غير الفقراء المشتغلين يعملون عمل دائم بينما تنخفض النسبة الى 75% من بين الفقراء عام 2010/2011 . 5- على الرغم أن متوسط نصيب الفرد من الانفاق السنوى أقل منه فى الحضر إلا أن مستويات الانفاق فى الريف  أکثر تجانساً من الحضر. 6- الارتباط بين مؤشر الثروة ومتوسط الإنفاق الاستهلاکى للأسرة على مستوى إجمالى الجمهورية والحضر، ويزيد ذلک الارتباط على مستوى المرکز أو القرية. بينما لم تسجل معاملات الارتباط على مستوى الريف قيماً معنوية لکل من المحافظات والمراکز. 7-  قوة وتماسک واتساق مؤشر الثروة المـًقدر فى هذا البحث، وارتباطه ببيانات متوسط الإنفاق الاستهلاکى، سواء على مستوى إجمالى الجمهورية وکل من الحضر والريف. وهذا ما يعضد الاعتماد على مؤشر الثروة عوضاً عن استخدام بيانات الدخل أو الإنفاق فى تحديد الفقر. ويوصى البحث بضرورة الاهتمام بتنمية المناطق الريفية ، الاهتمام بدراسة حالة سکان المناطق العشوائية بالنسبة لخصائص المسکن ، محاولة خفض معدلات النمو السکانى التى لها اثر بالغ على تآکل جهود الحکومة فى النهوض بمستوى التنمية الاقتصادية فى مصر، توفير فرص العمل وتنمية القدرات والموارد الطبيعية، تکثيف العمالة وذلک من خلال إقامة المشاريع التي تحتاج إلى أيدي عاملة ، و تعدد الأنشطة الاقتصادية للفرد الواحد داخل الأسرة.