على الرغم من الفوائد الإيجابية للزراعة الحيوية علي کل من الإنسان والتربة والحيوان والنبات والبيئة بجانب أنها تعتبر حالياً أساساً للتبادل التجاري الزراعي بين دول العالم خاصة في ظل الاتفاقيات الدولية التي ترفض أي منتج زراعي معامل بالکيماويات وتزايد الطلب العالمي على تلک المنتجات بمعدلات نمو سريعة، إلا أن البيانات الإحصائية تشير إلى أن الفدان من الأراضي الزراعية في مصر مازال يتلقى حوالي 0.38 کيلو جرام سنوياً من المبيدات الزراعية، مما قد يتسبب عنه زيادة نسبة السموم في السلع الغذائية، وتلوث التربة والماء والهواء ولاسيما أن التوسع في استخدام المبيدات لم ينتج عنه زيادة في الإنتاجية.             استهدف البحث قياس أثر تطبيق الأساليب التکنولوجية الحيوية على الکفاءة الإنتاجية والاقتصادية  لبعض محاصيل الخضر بالأراضي الجديدة في محافظة البحيرة، وقد اعتمد البحث في إجرائه على استخدام أسلوب التحليل الاقتصادي الوصفي لتوصيف المتغيرات الاقتصادية المرتبطة بالدراسة، وأسلوب التحليل الاقتصادي الکمي، ولتقدير مقاييس الکفاءة الاقتصادية لمحاصيل الخضر موضع الدراسة تم الاعتماد على منهج الحدودية العشوائية The Stochastic Frontier Analysis (SFA) لتقدير دوال الإنتاج باستخدام برنامج (Frontier 4.1c). کما تم الاعتماد على بيانات استمارة الاستبيان الميدانية والتي تم جمعها من 100 مزارع يقومون بزراعة بعض محاصيل الخضر: البطاطس، البصل، الثوم المزروعة بنظم الزراعة الحيوية وغيرالحيوية بالأراضي الجديدة في محافظة البحيرة خلال الموسم الزراعي 2009/2010. من خلال الدراسة والتحليل توصل البحث إلى عديد من النتائج المرتبطة بأثر تطبيق الأساليب التکنولوجية الحيوية على الکفاءة الإنتاجية والاقتصادية لبعض محاصيل الخضر بالأراضي الجديدة في محافظة البحيرة وأهم هذه النتائج ما يلي: (1) ارتفاع مؤشرات الکفاءة الاقتصادية لمحاصيل الخضر موضع الدراسة المزروعة بالنظام الحيوي مقارنة بنظيرتها المزروعة بالنظام غير الحيوي، مما يشير إلى زيادة کفاءة استخدام الموارد الاقتصادية المستخدمة في إنتاج محاصيل الخضر في الزراعة الحيوية مقارنة بالزراعة غير الحيوية، مما يدعو واضعي السياسة الاقتصادية الزراعية إلى زيادة الاهتمام وتبني فکرة تعميم استخدام الزراعة الحيوية خاصة في الأراضي الجديدة البکر لزيادة الإنتاج الزراعي ولتخفيف العجز في الميزان التجاري. (2) بلغت معاملات الکفاءة الإنتاجية لمحاصيل الدراسة: البطاطس، البصل، الثوم المزروعة بالنظام الحيوي حوالي 76%، 78%، 81%، في حين بلغت في نظيرتها المزروعة بالنظام غيرالحيوي حوالي 91%، 95%، 93%، مما يشير إلى أن فرص محاصيل الخضر المزروعة بالنظام الحيوي أکبر من نظيرتها المزروعة بالنظام غيرالحيوي في زيادة کفاءة استخدام الموارد الإنتاجية. (3) بلغت معاملات الکفاءة الاقتصادية لمحاصيل الدراسة: البطاطس، البصل، الثوم المزروعة بالنظام الحيوي حوالي 71%، 76%، 75%، بينما بلغت في نظيرتها المزروعة بالنظام غيرالحيوي حوالي 89%، 94%، 90%، مما يشير إلى أن فرص محاصيل الخضر المزروعة بالنظام الحيوي أکبر من نظيرتها المزروعة بالنظام غيرالحيوي في زيادة کفاءة استخدام الموارد الاقتصادية وتحقيق مکاسب اقتصادية. ولزيادة التوسع في زراعة محاصيل الخضر الحيوية ورفع معدلات إنتاجها يوصي البحث بمجموعة من التوصيات أهمها: (1) زيادة فعالية جهاز الإرشاد الزراعي من خلال قيام المرشدين الزراعيين بتدريب وزيادة خبرات المزارعين وتشجعهم للاتجاه نحو الإنتاج الزراعي الحيوي الخالي من الأسمدة والمبيدات الکيماوية. (2) تحفيز الشرکات المتخصصة على إنتاج الأسمدة الحيوية بإشراف المراکز العلمية البحثية عليها، مع ضرورة وضع برامج للتسميد تتناسب مع نوعية التربة والنبات. (3) ضرورة توفير أصناف التقاوي والبذور المحسنة عالية الإنتاج والخالية من الأمراض لإنتاج محاصيل تتوافق مع المواصفات العالمية للتصدير. (4) التوسع في استخدام وسائل المقاومة أو المکافحة الحيوية للآفات الزراعية الضارة، مما يحد من استخدام المبيدات الکيماوية. (5) العمل على تحسين وسائل الدعاية والإعلان عن المنتجات الحيوية الزراعية في الأسواق المحلية والعالمية، ودعم تسويق تلک المنتجات، مع معالجة المشاکل التي تواجه عملية الإنتاج أو التسويق الحيوي.