تعتبر بحيرة البردويل من أنقى البحيرات السمکية المصرية وتشتهر بإنتاج أجود أنواع الأسماک الفاخرة مثل الدنيس والقاروص وموسى والتي تلاقي طلبا عالميا ، خاصة في الدول الأوربية . وقد بلغ إنتاج الأسماک الفاخرة داخل بحيرة البردويل حوالي 627 طن وذلک خلال متوسط الفترة (2006 – 2010) ، وتحقق الأسماک الفاخرة قيمة مضافة قدرت بنحو 11.5 مليون جنيه خلال متوسط موسمي صيد 2009 ، 2010. هذا وتساهم الأسماک الفاخرة في تشغيل ما يقرب من حوالي 2280 عاملاً يتقاضون من الأجور والمهايا ما يقرب من نحو 4.4 مليون جنيه سنوياً .
وتعاني بحيرة البردويل من انخفاض نسبي في کمية وقيمة إنتاج الأسماک الفاخرة التي يتم تصديرها، إلى جانب  التغير النوعي غير المرغوب في أصناف الأسماک المنتجة، الأمر الذي اثر سلباً على أحوال الصيادين ودخولهم ومستوى معيشتهم . هذا ويعتبر تحديد الحجم الأمثل لإنتاج الأسماک الفاخرة من الأمور الصعبة التي تواجه واضعي السياسات الاقتصادية السمکية وذلک في ظل غياب الأحجام المثلى والمعظمة للأرباح.
وقد استهدفت الدراسة إلقاء الضوء على الجوانب التالية : تطور الطاقة الإنتاجية السمکية المصرية وفقا لمصادرها المختلفة،الوضع الراهن لإنتاج الأسماک الفاخرة داخل بحيرة البردويل، العوامل المؤثرة على إنتاجية الأسماک الفاخرة داخل بحيرة البردويل، التکاليف والهوامش الربحية للأسماک الفاخرة داخل بحيرة البردويل ، القياس الإحصائي لدوال تکاليف إنتاج الأسماک الفاخرة داخل بحيرة البردويل.
وفيما يختص بالاسلوب البحثي فقد اعتمد على التحليلين الوصفي والکمي حيث تناول أولهما وصف المتغيرات موضع القياس باستخدام الأساليب الإحصائية البسيطة کالنسب المئوية، والمتوسطات البسيطة والمرجحة في حين اعتمد ثانيهما على استخدام أساليب التحليل الإحصائي مثل أسلوب الانحدار البسيط والمتعدد.
وقد اعتمدت الدراسة في تحقيق أهدافها على البيانات المکتبية والنشرات الخاصة بتنمية الثروة السمکية سواء المنشورة أو غير المنشورة والصادرة من مديرية الزراعة بشمال سيناء والهيئة العامة  لتنمية الثروة السمکية ، إلى جانب النشرات التي يصدرها الجهاز المرکزي للتعبئة العامة والإحصاء ومرکز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بديوان عام محافظة شمال سيناء.
أما البيانات الأولية فقد تم الحصول عليها من خلال عينة عشوائية مکونة من 75 مرکب تمثل نحو 7% من جملة مراکب الصيد العاملة في صيد الأسماک الفاخرة خلال متوسط موسمي صيد 2009، 2010.
وبدراسة تطور إنتاج الأسماک الفاخرة تبين أن متوسط إنتاج اسماک الدنيس قد بلغ حوالي 306  طن، تمثل نحو 49%من جملة إنتاج الأسماک الفاخرة .في حين بلغ متوسط إنتاج اسماک القاروص حوالي 66 طن ،تمثل نحو 10% من جملة إنتاج الأسماک الفاخرة .أما اسماک الموسى فقد بلغ متوسط إنتاجها حوالي 255 طن ،تمثل نحو 41%من جملة إنتاج الأسماک الفاخرة والبالغ إنتاجها نحو 627 طن وذلک خلال الفترة (2006-2010). وتشير نتائج القياس الإحصائي أن إنتاج الأسماک الفاخرة يتناقص سنويا بمقدار بلغ نحو 32.86 طن، وقد تأکدت المعنوية الإحصائية لهذا التناقص السنوي .
وبخصوص نتائج القياس الإحصائي لأهم العوامل المؤثرة على إنتاجية أسماک الدنيس داخل مراکب الصيد الأهلية العاملة ببحيرة البردويل خلال متوسط موسمي صيد 2009 ، 2010، أوضحت الدراسة أن عامل عدد السرحات في الموسم هو أکثر العوامل تأثيرا على إنتاجية أسماک الدنيس حيث جاءت العلاقة طردية ومؤکدة إحصائيا. ويلي ذلک في التأثير عامل نوع الغزل بإشارة سالبة. وأخيرا يأتي في التأثير عامل عدد فرق الغزل بإشارة موجبة ومؤکدة إحصائيا وهذا ما يتفق والمنطق الاقتصادي والاحصائي.
وفيما يتعلق بالقياس الإحصائي لأهم العوامل المؤثرة على إنتاجية أسماک القاروص ، فتوضح النتائج المتحصل عليها أن عامل عدد فرق الغزل من أکثر العوامل تأثيرا على الإنتاجية .کما جاء عامل نوع الغزل في المرتبة الثانية من حيث التأثير بإشارة موجبة ،کما تبين أن استخدام کلا النوعين من الغزل (الحرير والعصب ) له تأثيره الإيجابي على الإنتاجية. في حين جاء عامل عدد مناطق الصيد  في المرتبة الثالثة من حيث التأثير بإشارة سالبة وهذا أمرا منطقيا حيث يقوم صيادو القاروص باختيار منطقة واحدة في البحيرة من أول موسم الصيد إلى آخرة وتجميع اسماک القاروص في هذه المنطقة الخاصة بکل مرکب  .ويأتي أخيرا من حيث التأثير عامل قوة الموتور بالحصان  بإشارة موجبة وهذا يتفق والمنطق الاقتصادي والإحصائي.
     وتوضح نتائج القياس الإحصائي لأهم العوامل المؤثرة على إنتاجية أسماک موسى أن عامل عدد فرق الغزل هو أکثر العوامل تأثيراً على الإنتاجية بإشارة موجبه ومؤکدة إحصائيا. کما جاء عامل قوة الموتور بالحصان في المرتبة الثانية من حيث التأثير على الإنتاجية بإشارة سالبة لتباين مناطق الصيد لأسماک موسى وقرب هذه المناطق من مراسي الصيد.کما احتل عامل عدد العمالة البحرية المرتبة الثالثة من حيث التأثير بإشارة موجبه وهذا ما يتفق والمنطق الاقتصادي والإحصائي .ويلي ذلک عامل نوع الغزل في المرتبة الرابعة بإشارة سالبة مما يعني وجود تباين داخل نوع الغزل وهذا أمراً منطقياً لتباين ترکيب الغزل نفسه وصناعته. ويأتي أخيراً عامل مدة الخبرة في الصيد بإشارة موجبة.
وفيما يختص بالتکاليف الإنتاجية للأسماک الفاخرة، فتشير نتائج الدراسة أن متوسط تکلفة الکيلوجرام قد بلغت حوالي 24 جنيها ساهمت فيها التکاليف المتغيرة بنحو 77.5 %. وقد جاءت تکاليف الإهلاک لأدوات ومعدات الصيد في المرتبة الأولي بين بنود التکاليف الثابتة، بأهمية نسبية بلغت نحو4.8 % من جملة التکاليف الکلية . کما تتصدر أجور العمالة البحرية المرتبة الأولى بين بنود التکاليف المتغيرة بمعدل بلغ 8.1 جنيها للکيلو جرام ،تمثل نحو 33.6 % من جملة التکاليف الکلية.
وبدراسة الهوامش الربحية للکيلوجرام من الأسماک الفاخرة داخل بحيرة البردويل خلال متوسط موسمي صيد 2009 ،2010 ، فقد تبين أن اسماک الدنيس تحقق قيمة مضافة تقدر بنحو  20.9 جنيهاً للکيلو جرام، کما بلغ متوسط صافي عائد الکيلو جرام حوالي 15.5 جنيهاً.هذا وتؤکد النتائج أن عائد الجنية المستثمر داخل قطاع صيد الأسماک الفاخرة قد بلغ حوالي 0.65 الأمر الذي يؤکد على جدوى الاستثمار في مجال الصيد البحري باستخدام وحدات الصيد الآلية الصغيرة المتخصصة في اصطياد الأسماک الفاخرة والمسماة بوحدات (مراکب) الدبة.
کما تشير النتائج إلي ان التکلفة الحدية لإنتاج الکيلو جرام من اسماک الدنيس قد بلغت حوالي 19.2 جنيهاً ، وبتقدير الحجم المعظم للأرباح تبين بلوغة حوالي 1611.1 کيلوجرام وهو يزيد عن الإنتاج الفعلي للمرکب والمقدر بنحو 271.5 کيلوجرام ، الأمر الذي يستدعي ضرورة التوسع في إنتاج أسماک الدنيس من خلال إمداد البحيرة بزريعة الدنيس أثناء فترات الغلق . أما الحجم الأمثل للإنتاج فقد قدر بحوالي 26.3 کجم.
وفيما يتعلق بالتکلفة الحدية لإنتاج الکيلو جرام من اسماک القاروص فقد قدرت بحوالي 20.57 جنيهاً ، في حين بلغت التکلفة الحدية لإنتاج الکيلو جرام من اسماک موسى نحو 17.63 جنيهاً. وبلغ الحجم المعظم للأرباح لإنتاج اسماک موسى حوالي 1935.4 کيلوجرام وهو يزيد عن الإنتاج الفعلي والمقدر بنحو 156.1 کيلوجرام ، مما يستدعي ضرورة التوسع في إنتاج أسماک موسى من خلال إمداد البحيرة بزريعة موسى أثناء فترات الغلق . أما الحجم الأمثل للإنتاج فقد قدر بحوالي 30.5 کجم.