يعد النمط الاستهلاکي الغذائي مؤشرا لما يستهلکه المجتمع من السلع الغذائية المختلفة , کما يعد مؤشرا للتوزيع النسبي للانفاق الاستهلاکي علي السلع والمجموعات الغذائية المختلفة وفقا للفئات الانفاقية , لذا تظهر اهمية دراسة الانماط الاستهلاکية الغذائية باعتبارها من الدراسات الاقتصادية الهامة التي يعتمد عليها متخذي القرار الاقتصادي بصفة عامة والسياسة الزراعية والغذائية بصفة خاصة لانها تعکس المستوي الغذائي للسکان .
وتمثلت مشکلة الدراسة فىأن الفترة الاخيرة شهدت الکثيرمن التغيرات الاقتصادية والتي أثرت بصورة مباشرة علي دخول الافراد ومستوي أنفاقهم ونمط استهلاکهم لمجموعات السلع الغذائية المختلفة وهذا التأثير يختلف من سلعة غذائية الي أخري ومن مکان لأخر وفقا لأهمية هذه السلعة بالنسبة للسلع الاخري مما يؤدي الي وجود تغيرات في نسبة الانفاق علي هذه السلع والاهمية النسبية لهذه السلع ومدي تحقيق التناسب في توزيع الدخل للانفاق بين السلع الغذائية المختلفة الامر الذي يترتب عليه تقديرات في السلوک الانفاقي علي تلک المجموعات في کل من ريف وحضر مصر ومن ثم تغيرات في الطلب وزيادات متوقعة في مقدار استهلاک هذه السلع من سنه لاخري وبالتالي تغيرات في السياسة الانتاجية والغذائية لهذه السلع .
وقداستخدمت الدراسة الاسلوب التحليلي والوصفي لتحليل الانماط الاستهلاکية للمجموعات الغذائية المختلفة في ريف وحضر مصر من خلال المستويات الانفاقية المختلفة في کل من ريف وحضر مصر وذلک في اعوام 90/91 , 95/96، 99/2000، 2004/2005 ، 2008/2009 حيث تم حساب الاهمية النسبية للبنود الرئيسية للانفاق الاستهلاکي بصفة عامة والاهمية النسبية للانفاق الفردي السنوي علي مجموعات السلع الغذائية المختلفة
وقد استهدف البحث دراسة وتحليل التغير الحادث في الانفاق علي المجموعات الغذائية المختلفة والتعرف علي مدي التغير في انماط الاستهلاک في الريف والحضر خلال فترة الدراسة 90/91 – 95/96 – 99/2000 – 2004/2005 – 2008/2009ودراسة اهم التغيرات في الاهمية النسبية للانفاق الفردي السنوي علي المجموعات الغذائية بالاضافة الي تقدير المرونة الانفاقية للمجموعات الغذائية والاستفادة منها في وضع ورسم السياسات الانتاجية والاستهلاکيه الغذائية وتحقيق العدالة الاجتماعية في توزيع الدخول .
وقد توصلت الدراسة إلى العديد من النتائج منها انخفاض الاهميه النسبية للانفاق علي السلع الغذائية في عام 2008/2009 عن عام 90/91 في کل من الريف والحضر مما يؤکد أنه بزيادة مستوي الدخول الحقيقية تنخفض نسبة الانفاق علي المجموعات الغذائية وتوجيه الانفاق للسلع غير الغذائية کالصحة والتعليم والمسکن . تعتبر مجموعتي(الحبوب والنشويات) , و(اللحوم والدواجن) من أهم المجموعات الغذائية من حيث الاهمية النسبية للانفاق حيث بلغت عام 90/91 نحو 25.5% ، 23.5% في الريف ، 15.62% ،25.25% في الحضر من اجمالي الانفاق علي مجموعات السلع الغذائية علي الترتيب بينما بلغت في عام 2008/2009 نحو 18.19% ، 25.2% في الريف , ونحو 12.84% , 27.44% في الحضر من اجمالي الانفاق علي مجموعات السلع الغذائية علي الترتيب . يليها مجموعتي (الالبان والجبن والبيض), و(الخضر) حيث بلغت نسبتهما نحو 9.2% 12.7% في الريف , 11.3% , 11.32% في الحضر عام 90/91 علي الترتيب بينما أرتفعت في عام 2008/2009 حيث بلغت نحو 11.67% , 14.733% في الريف ,14.08% , 11.81% في الحضرعلي الترتيب يليهما في الترتيب مجموعات (الزيوت والدهون), (الفاکهة) التي بلغت نحو 8.1% , 7.33% في الريف ,4.7% , 6.75% في الحضر عام 90/91 علي الترتيب بينما بلغت نحو 8.75% , 8.14% في الريف , 6.55% , 6.74% في الحضر عام 2008/2009 علي الترتيب , ثم يأتي في نهاية الترتيب مجموعتي السکر والمواد السکرية , والمواد الغذائية الاخري وأخيرا المشروبات غير الکحولية بنسب متقاربة وذلک خلال أعوام الدراسة المختلفة .
وقد أوصت الدراسة بضرورة العمل علي تحقيق زيادة مستمرة في الدخول الحقيقية للافراد لتحسين المستوي المعيشي والغذائي مما يضمن للفرد الحصول علي نفس القدر من السلع الغذائية التي تحقق له نفس القدر من الاشباع في ظل ارتفاع الاسعار وزيادة التضخم .