يعتبر محصول العنب من المحاصيل الرئيسية والاستراتيجية المهمة فى محافظة المنيا حيث بلغت المساحة المزروعة به حوالى 19.11 الف فدانً تمثل حوالى 65.26% من اجمالى مساحة الفاکهة الکلية بالمحافظة کمتوسط لفترة الدراسة، وتسود بها زراعة صنف العنب الرومى الأحمر والذى يستحوذ على حوالى 73% من جملة المساحة المزروعة عنب بالمحافظة خلال عام 2011 ، ولما کانت محافظة المنيا من المحافظات الزراعية التى يتسم بها البنيان الاقتصادى الزراعى بالتحول من الزراعات التقليدية إلى الزراعات الاستراتيجية مثل الزروع الفاکهية والتى أهمها محصول العنب إلا أنه لوحظ فى الآونة الأخيرة أن الانتاج الکلى من العنب لم يکن بالقدر المأمول وذلک يرجع إلى أن الزيادة فى المساحة المزروعة من العنب لم تکن بالقدر المأمول ، حيث أن زراعة العنب تواجه بالعديد من المشکلات الإنتاجية والتسويقية والتى تحول دون تحقيق الکفاءة الانتاجية التى تنعکس آثارها على سياسة التوسع فى زراعة محصول العنب بالمحافظة، واستناداً إلى المشکلة البحثية سالفة الذکر، وفى محاولة لحصر وتحديد اهم المشکلات الانتاجية والتسويقية التى تواجه زراع العنب فى محافظة المنيا ومن ثم اقتراح الحلول المناسبة لها، ولتحقيق هذا الهدف يلزم تحقيق الاهداف الفرعية التالية: تحليل الوضع الراهن لإنتاج محصول العنب فى محافظة المنيا من خلال دراسة المساحة المزروعة، ومتوسط الإنتاج، والإنتاج الکلى للمحصول موضع الدراسة، وأيضا تقدير دوال الايراد المزرعي، وکذلک دوال التکاليف الإنتاجية لمحصول العنب على مستوى عينة الدراسة، واخيراً دراسة أهم المشکلات الإنتاجية والتسويقية التى تجابه مزارعى محصول العنب ومن ثم الخروج ببعض الحلول التى يمکن أن تساهم فى حل مثل هذه المشکلات، وأوضحت الدراسة أن أکثر العوامل تأثيراً على متوسط الدخل المزرعى هى کلا من عمر المزرعة وإجمالى تکاليف الرش ثم إجمالى تکاليف التقليم وإجمالى تکاليف جمع المحصول والتعبئة يليها إجمالى تکاليف مقاومة الحشائش ثم إجمالى تکاليف المحصول المحمل ، کما تبين النتائج انه بزيادة کل من إجمالى تکاليف الرش وإجمالى تکاليف جمع المحصول والتعبئة (کل على حده) بنسبة 1% يؤدى ذلک الى زيادة الايراد الکلى بنسبة 0.92% و 0.79% على التوالى، وبزيادة کل من عمر المزرعة و تکاليف التقليم وتکاليف مقاومة الحشائش و تکاليف المحصول المحمل يؤدى ذلک الى خفض الايراد الکلى بنسبة 0.21% و 0.16% و 0.26% و 0.11% على التوالى، وبقياس المرونة الانتاجية الاجمالية للموارد فى الدالة يتضح انها تبلغ حوالى 0.98 ويعنى هذا انه فى حالة تمثيل الموارد الانتاجية المبينة فى الدالة تمثيلا کافيا فانه توجد عوائد على السعة متناقصة فى انتاج محصول العنب بالنسبة لاجمالى العينة، ومن تقدير دالة التکاليف الکلية على مستوى اجمالى العينة تبين أن الحجم المعظم للربح وجد أنه يبلغ حوالى 15.42 طناً، وقد حقق هذا المستوى الإنتاجى نحو 15 مزرعة حيث تمثل حوالى 10% من جملة المزارع لهذه الفئة والبالغ عددهم 150 مزرعة فى حين بلغ حجم الانتاج المدنى للتکلفة حوالى 12.10 طنا وتحقق هذا المستوى الإنتاجى فى33 مزرعة بنسبة تبلغ 22% من إجمالى هذه الفئة، وبدراسة المشکلات الإنتاجية تبين أن مشکلة الإرتفاع النسبى فى تکاليف الاسمدة الکيماوية والبلدية، والإرتفاع النسبى فى اسعار المبيدات، و إرتفاع تکاليف إنشاء فدان العنب تحتل المرتبة الأولى، أما ترتيب المشکلات التسويقية فتبين أن مشکلة عدم صدق التاجر فى موعد الشراء وزيادة نسبة الفاقد أثناء الجمع والفرز وتأخر التاجر فى سداد ثمن المحصول احتلت المرتبة الأولى.   وفى ضوء ما سبق توصى الدراسة بما يلى : 1- توفير مستلزمات الإنتاج عموما بالأسعار المناسبة، وخاصة الاسمدة الکيماوية والمبيدات المستخدمة فى إنتاج العنب، وکذلک منع الإحتکار الذى يحدث فى سوق الاسمدة والمبيدات، عن طريق تسهيل وتشجيع وکلاء هذه المستلزمات . 2- التوسع فى إستخدام الميکنة الزراعية لخدمة العنب بصفة عامة، وکذلک التدريب العملى للايدى العاملة الزراعية. 3- التنسيق بين المهندسين الزراعيين المتخصصين فى العنب، وکذلک المرشدين الزراعيين، وبين منتجى العنب خاصة فى عمليات مقاومة الافات والحشرات التى تصيب المحصول، وکذلک الامراض التى تصيب العنب، وطرق العلاج المناسبة والسريعة فور اکتشاف الإصابة. 4- الإهتمام بتوفير قاعدة بيانات عن محصول العنب، وذلک فيما يتعلق بمتوسطات الاسعار لمحصول العنب، والکميات المنتجة والمسوقة لهذا المحصول، فضلا عن کافة المعلومات المتعلقة باسواق العنب، وهياکل تنظيمها، وذلک لمساعدة المنتجين والمسوقين لإتخاذ القرارات الإنتاجية والتسويقية السليمة، وکذلک توقعات الإنتاج والإستهلاک للعنب، بناء على هذه البيانات السليمة.