يعد التوسع فى الأراضى المستصلحة أحد محاور إتجاهات عمل استراتيجية التنمية الزراعية2030، وذلک بإستخدام عوائد المياه التى يمکن توفيرها کنتيجة لتطوير منظومات نقل وتوزيع المياه ونظم الرى الحقلى، لذلک فإن عنصر المياه هو المحدد الرئيسى فى زيادة الرقعة الزراعية الحالية. وتکمن مشکلة الدراسة فى محدودية المعروض من المياه، وخصوصا مياه نهرالنيل، والتى تبلع نحو 55,5 مليار متر مکعب، وتعدد الإستخدامات بين قطاع الزراعة والقطاع العائلى والکهرباء والصناعة وغيرها، ونمو هذه الإستخدامات ومحدودية معدلات سقوط الأمطار على معظم الأراضى المصرية. ووضع هذا هو شأنه يتطلب ضرورة العمل على رفع کفاءة إستخدام المياه الإروائية فى المناطق على مستوى الجمهورية وفى العروات المختلفة وفى محاصيل الفاکهة . ويهدف البحث إلى دراسة الکفاءة الإقتصادية لإستخدام مياه الرى خلال الفترة 2000 – 2011/2012 فى مناطق الوجه البحرى ومصر الوسطى ومصر العليا من ناحية، وعلى مستوى العروات الثلاثة: الشتوية والصيفية والنيلية والفاکهة من ناحية أخرى. وکذلک التعرف على بعض ملامح إستراتيجية کل من وزارة الرى والموارد المائية ووزارة الزراعة وإستصلاح الأراضى المؤدية إلى تحسين کفاءة إستخدام مياه الرى فى الزراعة فى ظل التحديات التى تواجهها الزراعية المصرية عامة، وخصوصا الإتفاقية الإطارية لدول حوض النيل وتأثيراتها، والتعدى المستمر على الأراضى الزراعية بالبناء، فى ظل عدم وجود تنسيق کامل بين الأجهزة الحکومية والجمعيات التعاونية فى التصدى لهذه الظاهرة وتداعياتها الحالية والمستقبلية. وإستخدمت الدراسة أسلوب التحليل الوصفى والکمى لبعض المتغيرات المرتبطة بموضوع البحث، وذلک بإستخدام المتوسطات الحسابية والنسب المئوية. وإعتمدت الدراسة على البيانات المنشورة وغير المنشورة التى تصدرها وتوفرها الجهات الحکومية مثل الجهاز المرکزى للتعبئة العامة والإحصاء، وأيضا الدراسات والتقارير الصادرة عن وزارة الزراعة وإستصلاح الأراضى ووزارة الرى والموارد المائية والبحوث الإقتصادية والفنية بالجامعات ومراکز البحوث، وبعض رسائل الماجستير والدکتوراة. بالإضافة إلى إستخدام التحليل الرباعى) SWOT Analysis) للتعرف على مواطن القوة والضعف وکذلک الفرص المتاحة والتهديدات المحتملة التى تواجه المعروض من مياه النيل. وأيضا تحليل شجرة المشکلات (Problem Tree) فى مياه الرى فى مصر وکذلک شجرة الأهداف (Objective Tree)لتعظيم الإستفادة من المياه الإروائية. وتوصلت الدراسة إلى جملة من النتائج لعل من أهمها مايلى:
أن کفاءة توصيل مياه الرى على مستوى الجمهورية منخفضة حيث بلغت نحو 71,4% من إجمالى المياه المتاحة للرى عند أسوان، وذلک لإرتفاع نسبة الفواقد المائية أثناء مراحل التوصيل المائى المختلفة التى تمر بها الموارد المائية ، حيث تمثل هذه الفواقد حوالى 12,4مليار متر مکعب وفقا لبيانات النشرة السنوية لإحصاءات الرى والموارد المائية الصادرة فى أکتوبر 2012. وأن % الفواقد المائية لکل منطقة قد بلغت نسبتها 65,8%، 17,3%، 16,9% فى مناطق الوجه البحرى ومصر الوسطى ومصر العليا على الترتيب عام 2011.
أن کفاءة التوصيل المائى بين أسوان وأفمام الترع تبلغ نحو 85,5 % من کميات المياه المنصرفة عند أسوان، حيث تبلغ کميات مياه الرى المنصرفة عند أسوان عام 2011 نحو 43,2 مليار متر مکعب ، فى حين أن ما يصل إلى أفمام الترع لا يتجاوز 37 مليار متر مکعب تقريبا. کما يتبين أن فواقد التوصيل المائى بين أسوان وأفمام الترع تبلغ نحو 20,3%، 71,1%، 3,1%' 5,5% لکل من العروة الشتوية والصيفية والنيلية وحدائق الفاکهةعلى الترتيب من إجمالى الفاقد المائى لهذه المرحلة. وأن أعلى نسبة لفواقد التوصيل المائى کان بالعروة الصيفية على مستوى الجمهورية، وأيضا فى المناطق الثلاثة. وأن کفاءة التوصيل بلغت نحو 83,5% على مستوى الجمهورية بين أفمام الترع والحقل، حيث بلغت کميات مياه الرى المستخدمة عام 2011 نحو 36,959 مليار متر مکعب، فى حين ما يصل إلى الحقل لا يتجاوز 30,867 مليار متر مکعب. حيث تبلغ فواقد التوصيل المائى بين أفمام الترع والحقل نحو 6,092 مليار متر مکعب، تتوزع هذه الفواقد على العروات الثلاثة ومحاصيل الفاکهة بنسب بلغت نحو31,4%، 60,5%، 4,6%،3,5% لکل من العروات الشتوية والصيفية والنيلية والفاکهة على التوالى من إجمالى الفاقد المائى لهذه المرحلة.
أن عائد الجنيه من تکاليف رى الفدان قد بلغت أقصاه لمحصول البرسيم التحريش بحوالى 36,65 جنيه وأدناها بمقدار 12,48 جنيه لمحصول الفول البلدى. وأن عائد الجنيه من تکاليف الرى يبلغ أعلاه لمحصول القطن بحوالى 9,36 جنيه، وأقلها لمحصول الذرة الرفيعة الصيفى بحوالى 6,96 جنيه خلال الفترة المدروسة 2000 – 2011/2012.
إنه يمکن توفير نحو 5,2 مليار متر مکعب من المياه لبعض المحاصيل الرئيسية:
قصب السکر: عن طريق تسوية الأرض المنزرعة بالليزر، وإستخدام الرى السطحى المحسن(أنابيب ومحابس) ، وتخفيض المقنن المائى لنصيب الفدان من 11,000 إلى 5000 – 6000 متر مکعب،
الأرز: إستنباط أصناف جديدة، وتخفيض عمر المحصول من 160 إلى 115 يوم، وتعميم إستخدام الأصناف سخا 101، سخا 102، جيزة 177، جيزة178 ،
البرسيم المستديم : ضبط مقررات الرى فى الأراضى القديمة.
حدائق الفاکهة: إستخدام شبکات الرى بالتنقيط فى الرى.
ومن ثم فإن الدراسة توصى بضرورة التنسيق بين جهاز الإرشاد الزراعى بوزارة الزراعة، وبين جهاز التوجيه المائى بوزارة الرى والموارد المائية، و العمل على رفع الکفاءة الفنية والإقتصادية لإستخدام الموارد المائية فى نظام الرى السطحى بکافة الطرق والوسائل الممکنة، وإعادة النظر فى نمط الترکيب المحصولى الحالى وخاصة بالنسبة للمحاصيل المستهلکة للمياه کقصب السکر والأرز والبرسيم المستديم وحدائق الفاکهة، من خلال التعرف على وجهة نظر الزراع فى الترکيب المحصولى والمشکلات التى تحيط بأساليب الإنتاج وکيفية حلها، والعمل على سرعة إصدار القانون المنظم لأعمال روابط مستخدمى المياه على الترع الفرعية لتفعيل دور هذه الروابط فى أعمال التطوير والصيانة على تلک الترع.