تعاني الزراعة المصرية من ظاهرة تزايد نسب الفاقد في المنتجات الزراعية وانخفاض نسبة المصنع منها، وتمثلت المشکلة البحثية في أن الحاصلات البستانية سريعة التلف، ونتيجة لأن عمليات جمع وتعبئة تلک الحاصلات تتم بصورة بدائية، کما أن النقل لأکثر من مرة من المزارع إلى تاجر الجملة ثم إلى تاجر التجزئة، وتعرضها للشمس والعوامل الجوية فترة طويلة أثناء مراحل التسويق يؤدي لزيادة الفاقد منها، الأمر الذي يعد إهدار للموارد التي استخدمت في إنتاجها فضلاً عن الخسائر المتحققة لکل من المزارع والوسطاء التسويقيون.
واستهدف البحث تقدير نسبة فاقد ما بعد الحصاد لکل منهما بمحافظة الإسکندرية على مستوى کل من المزارع، تاجر الجملة وتاجر التجزئة، تحديد أسباب فاقد ما بعد الحصاد ووضع الحلول المناسبة للحد منه. وأخيراً قياس الأثر الاقتصادي لفاقد ما بعد الحصاد لحاصلات الدراسة. واعتمد البحث في تحقيق أهدافه على کل من البيانات الثانوية والبيانات الأولية وذلک من واقع استمارة استبيان تم تصميمها للوفاء بأغراض البحث، حيث تطلب الأمر أخذ عينة بحثية على ثلاث مستويات تشمل کل من المزارع، أسواق الجملة، وأسواق التجزئة.
وأوضحت النتائج أن أعلى نسبة للفاقد کانت على مستوى المزرعة، يلها على مستوى تاجر التجزئة، وأقل نسبة للفاقد کانت على مستوى تاجر الجملة حيث بلغت لمحصول الجوافة نحو 5%، 3%، 1,5% ولمحصول التين نحو 3%، 2%، 1,2% للمستويات الثلاثة على الترتيب. کما تبين أن أهم أسباب الفاقد على مستوى المزرعة هي: الإصابة بالأمراض والحشرات، واستخدام عبوات غير ملائمة، تشوه الثمار وصغر حجمها، سوء عملية القطف من جانب العمال بنسبة بلغت نحو 27%، 15%، 10%، 9% لکل منهم على الترتيب. أما على مستوى تاجر الحملة فيعد سوء عملية التحميل والتفريغ للمحصول أثناء النقل، عدم اهتمام المزارع بإجراء عمليات الفرز والتدريج، النقل يتم بواسطة سيارات مکشوفة غير مجهزة أهم أسباب الفاقد بنسبة بلغت نحو 30%، 20%، 15% لکل منهم على الترتيب، في حين کانت أهم أسباب الفاقد على مستوى تاجر التجزئة هي: القيام بالفرز من قبل المستهلکين، عدم اهتمام المزارع أو المنتج بعملية الفرز والتدريج، التأخر في عملية البيع نتيجة ارتفاع الأسعار، العرض المکشوف والتعرض للظروف الجوية بنسبة بلغت نحو 22%، 18%، 15%، 13% لکل منهم على الترتيب.
وبتقدير الأثر الاقتصادي لفاقد محصولي الجوافة والتين على مستوى المحافظة تبين أن إجمالي الفاقد على مستوى المزرعة بلغ حوالي 2530، 360 طناً لکل منهما على الترتيب وهي تعادل إنتاج مساحة أرض زراعية مهدرة تمثل حوالي 250، 49 فدان ، کما بلغت کمية مياه الري المهدرة بحوالي 750، 73,5 ألف متر مکعب لکل منها على الترتيب.
التوصيات: في ضوء ما توصل إليه البحث من نتائج يوصي للحد من فاقد ما بعد الحصاد بما يلي:
استخدام العبوات التي تتناسب مع طبيعة المحصول.
الاهتمام بعملية الفرز والتدريج على مستوى المزرعة.
تنفيذ برنامج مکافحة للآفات والحشرات بما يتناسب مع کل محصول.
التوسع في استخدام سيارات النقل المبرد.
تحسين وتطوير أسواق الجملة للحد من التعرض للظروف الجوية أثناء تداول الحاصلات البستانية.