يعتبر الزبيب من أهم منتجات التصنيع الزراعي الغذائي التي تلعب دوراً هاماً في زيادة دخول العديد من سکان المناطق الريفية في محافظة الغربية، وخاصة في بعض قري مرکزي السنطة وزفتي التي تنتشر فيها زراعة محصول العنب ، حيث يتم تصنيع الزبيب من تجفيف العنب بعد إجراء بعض العمليات عليه ، وللزبيب استخدامات عديده من أهمها صناعة بعض الحلوى والمخبوزات السکرية وذلک لارتفاع السکر به ، وحيث أن محصول العنب من أهم محاصيل الفاکهة سريعة التلف التي يجب استهلاکها في أقل فترة ممکنة ويوجد فائض کبير عن الاستهلاک المباشر للعنب في قري العينة کما أن الکميات المصنعة من الزبيب غير کافية ، بالإضافة إلي رداءة مواصفاته التصنيعية والصناعية وعدم وجود إطار خاص لمصنعي الزبيب فقد استهدف البحث تقييم فئات تصنيع الزبيب وذلک للتوصل إلي أفضل هذه الفئات والتي تحقق أعلي معدلات من الکفاءة التصنيعية والاقتصادية، کما يهدف البحث إلي التعرف علي وتحديد معوقات تصنيع الزبيب بمحافظة الغربية من خلال التعرف علي الوضع الحالي للسادة مصنعي الزبيب والتعرف علي مشاکل التصنيع وکيفية التغلب عليها للوصول للتصنيع الأمثل لتوفير الکميات اللازمة للاکتفاء الذاتي من الزبيب، بالإضافة إلي توفير فائض للتصدير والحصول علي العملة الصعبة وبالتالي زيادة الدخل القومي.
وقد استخدمت الدراسة أسلوب التحليل الوصفي والکمي للبيانات الإحصائية، وتم استخدام أسلوب الانحدار المتعدد المرحلي Step-wise regression لتحديد أهم وأکثر العناصر التصنيعية تأثيراً علي التصنيع وتم تقدير الدالات التصنيعية وتبين أن أکثر العناصر تأثيراً علي التصنيع في الفئة الأولي هو عنصر کمية العنب (X1) ، أما في الفئة الثانية فکان أکثر العناصر تأثيراً علي التصنيع هو عنصر ساعات العمل الآلي (ْX7) ، وبدراسة مؤشرات الجدارة التصنيعية والاقتصادية لتحديد الکفاءة التصنيعية والاقتصادية لهذين العنصرين تبين أن معامل المرونة قد بلغ نحو 1,08 لعنصر کمية العنب البناتى (X1) أي أنه بزيادة کمية هذا العنصر بنسبة 10٪ فإن کمية الناتج تزداد بنسبة 10,8٪ أي أن هذا العنصر يعمل في المرحلة التصنيعية الأولي وهي المرحلة غير الاقتصادية ، أي أن تصنيع الزبيب في هذه الفئة يخضع لعلاقات السعة التصنيعية المتزايدة ، کما تبين أن معامل المرونة لعنصر ساعات العمل الآلي (ْX7) قد بلغ حوالي 0,9 أي أنه بزيادة کمية عنصر ساعات العمل الآلي بنسبة 10٪ فإن کمية الناتج تزداد بنسبة 9٪ أي أن هذا العنصر يعمل في المرحلة التصنيعية الثانية وهي المرحلة الاقتصادية ، أي أن تصنيع الزبيب في الفئة الثانية يخضع لعلاقات السعة التصنيعية المتناقصة ، وبقياس الکفاءة الاقتصادية لعنصر کمية العنب البناتى (X1) في الفئة الأولي تبين أنها بلغت نحو 2,15 أي أنها موجبة وأکبر من الواحد الصحيح، أي أنه يمکن زيادة أرباح مصنعي الزبيب في الفئة الأولي بزيادة القدر المستخدم من العنب البناتى (X1) . أما في الفئة الثانية فبلغت الکفاءة الاقتصادية لعنصر ساعات العمل الآلي (ْX7) نحو 0,25 أي أنها موجبة ولکنها أقل من الواحد الصحيح ، أي أنه يجب ترشيد استخدام العمل الآلي (ْX7) لخفض التکاليف التصنيعية وزيادة الإيراد الکلي .
وبدراسة الأهمية النسبية لبنود التکاليف وفقاً للفئات التصنيعية ، تبين وجود فروق معنوية بين الفئتين التصنيعيتين وتبين انخفاض بنود متوسطات التکاليف التصنيعية للفئة الثانية مقارنة بالفئة الأولي . ويرجع السبب في ذلک إلي وفورات السعة ، حيث أنه بزيادة حجم التصنيع تنخفض التکاليف التصنيعية وبالتالي يزداد کل من الإيراد الکلي ، الإيراد الصافي ، الفائض الحدي ، الإيراد الکلي/ التکاليف الکلية والعائد علي الجنيه المنفق ( المستثمر ) وهذه الزيادة تشجع العديد من مصنعي الزبيب علي زيادة الطاقة التصنيعية لهم والانتقال من فئة تصنيعية دنيا إلي فئة تصنيعية أعلي .
وبدراسة المشکلات التي تواجه مصنعي الزبيب بمحافظة الغربية تبين وجود عدة مشکلات من أهمها عدم موافقة الحکومة علي استخراج تراخيص تصنيع لمصنعي الزبيب ، عدم وجود سوق لتصدير الزبيب ، فرض غرامات مالية کبيرة في صورة مخالفات من قبل وزارتي الصحة والبيئة وعدم وجود هيئة أو نقابة لمصنعي الزبيب .
وتوصي الدراسة بعدة توصيات أهمها ما يلي :-
1- أن تقوم الحکومة بمساعدة المصنعين في استخراج تراخيص التصنيع اللازمة بعد تطبيق الاشتراطات الصحية والبيئية اللازم توافرها في العملية التصنيعية .
2- أن تقوم الحکومة بتوفير سوق لتصدير الزبيب للخارج لتوفير العملة الصعبة .
3- قيام الحکومة بتوفير الآلات والمعدات اللازمة لعمليات الغسيل والتجفيف والفرز وبيعها للمصنعين بأسعار مناسبة نقداً وبالتقسيط .
السماح لمصنعي الزبيب بإنشاء نقابة خاصة بهم للنظر في مشاکلهم وتحقيق مطالبهم والمساعدة في تصريف منتجاتهم