تلعب آليات الضبط الاجتماعي غير الرسمي دوراً کبيراً فى استقرار الأسرة، ودعم المعايير والقيم السلوکية داخلها، وتقليل الانحرافات التى قد تنشأ بين أفرادها فى ظل الاضطرابات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التى شهدتها البلاد فى أعقاب ثورتين زلزلتا کيان المجتمع المصري. واستهدفت الدراسة الحالية: 1) رصد أسباب الخلافات التي قد تنشأ داخل الأسرة الريفية بمنطقة الدراسة، 2)  دراسة آليات الضبط الاجتماعي غير الرسمي المستخدمة داخل الأسرة الريفية بمنطقة الدراسة، (وذلک من خلال تحديد الأطر القانونية والبشرية والمکانية التى يتم فيها حل الخلافات الأسرية، وتحديد آليات الضبط الاجتماعي غير الرسمي المستخدمة في ضبط سلوک أفراد الأسرة، و3) تحديد العوامل المؤثرة في آليات الضبط الاجتماعي غير الرسمي المستخدمة داخل الأسرة الريفية. ولقد جمعت البيانات الميدانية من عينة قوامها 162 مبحوث من أرباب الأسر في قرية المنيرة التابعة لمرکز الخارجة بمحافظة الوادي الجديد تمثل نحو 23% من إجمالي أرباب الأسر بالقرية، وذلک باستخدام استمارة استبيان بالمقابلة الشخصية أعدت لتحقيق أهداف الدراسة جمعت خلال الفترة من نوفمبر 2015 وحتى يناير 2016. واستخدمت التکرارات والنسب المئوية والمتوسط الحسابي والمتوسط المرجح (الوزن النسبي) وإختبار مربع کاى لعرض وتحليل النتائج. وتشير النتائج إلى رصد ستة أسباب رئيسية للخلافات الأسرية وهي: عدم اتفاق الزوجين حول بعض القرارات الأسرية حيث احتل قمة الأسباب بوزن نسبي (48%). وتشير النتائج إلى قيام الزوجين بحل مشاکلهم بأنفسهم بنسبة 92.6%، ويعد منزل الزوجين أو محل إقامة الأسرة هو المکان الأکثر شيوعًا لحل الخلافات القائمة بين الزوجين بنسبة تزيد عن 92%. کما أوضحت النتائج أن "الشرع والتعاليم الدينية" جاء على قمة الآليات التي يستخدمها الآباء في التوجيه والتأثير على أفراد الأسرة بنسبة بلغت 91.7%. وعلى الجانب الآخر، نجد أن "الترهيب والتخويف" و "العادات والتقاليد الموروثة" قد وقعا في المرتبتين الثامنة والتاسعة من حيث الاعتماد عليها واستخدامهما من قبل المبحوثين للتأثير في أفراد الأسرة بنسبة بلغت 62.9% و58.3% لکل منها على الترتيب. وباستخدام اختبار مربع کاي أوضحت النتائج وجود علاقة بين أغلب الخصائص الأسرية وآليات الضبط الاجتماعي غير الرسمي التى تتبناها الأسرة فى ضبط سلوک أبنائها.