يعتبر الارز من السلع الاستراتيجية التى تحتل مکانة اقتصادية هامه فى الزراعة المصرية کما يعتبر الارز من السلع الغذائيةالتى تخضع لظاهرة الاستهلاک الذاتى فى القطاع الزراعى، نظرا لقيام المنتجين (المزارعين) باحتجاز جزء کبير من إنتاجهم وتخزينه بغرض الاستهلاک العائلى على مدار السنة کنوع من الامان المعيشى. کما تقوم على الارز اکبر الصناعات التحويلية (صناعة ضرب الارز) وعلى مشتقات ضرب الارز تقوم صناعة العلف الحيواني، ويعتبر الارز فى مقدمة الصادرات الزراعية الغذائية التى تحقق وفرة فى النقد الأجنبي، ومما تجدر الاشارة اليه ان تسويق المحاصيل الزراعية يتضمن مجموعة من الوظائف والخدمات اللازمة لتحريک المنتجات الزراعية من اماکن إنتاجها الاولى بالمزرعة الى مستهلکها النهائى طبقا لرغباتهم فى الشکل والمکان والزمان المناسب ، وبذلک يعتبر التسويق عملا إنتاجيا يضيف منافع عدة للسلعة. ونحصرت مشکلة الدراسة فيما أفرزته سياسات وبرامج الإصلاح الاقتصادي من سلبيات يأتي فى مقدمتها تراجع دور الدولة فى إنتاج وتسويق الحبوب الغذائية ، وإفساح السوق المحلى لنشاط التجار وانتهازهم لضعف القدرة المالية والتمويلية للمزارعين، فعلى الرغم من إعلان الدولة لسعر ضمان لمحصول الارز بلغ 2050 جنيه /طن عام 2014 ، ووصول السعر لأکثر من 3000 جنيه عام 2015 إلا أن المزارعين لم يحصلوا على هذه القيمة مما زاد من أرباح الوسطاء وانخفاض نصيب المزارعين. وتهدف الدراسة إلى التعرف على مؤشرات الکفاءة الإنتاجية والتسويقية لمحصول الارز بمحافظة الشرقية من خلال دراسة التکاليف الإنتاجية للمحصول وصافى العائد الفدانى واهم أسباب اختيار المنافذ التسويقية للمحصول. ووضع تصور مستقبلي لتسويق محصول الارز يتيح للمزارع الحصول على سعر مجزى.وکانت اهم النتائج ان تکلفة مستلزمات الإنتاج الزراعى بلغت 1222.5 جنيها للفدان تمثل 20 %، وتکلفة عملية الخدمة الزراعية بلغت 2752.5 جنيها للفدان تمثل 44.6 %، وهذا يعنى ان جملة التکاليف المتغيرة بلغت 3975 جنيها للفدان تمثل 64.9 %، فى حين بلغت التکاليف الثابتة حوالى 2150 جنيها للفدان تمثل 35.1 %، وذلک من جملة تکلفة إنتاج فدان محصول الارز والتى بلغت 6125 جنيها للفدان. وبمقارنة منطقتي الدراسة تبين أن التکلفة ارتفعت بمرکز فاقوس حيث بلغت 6255 جنيها للفدان وانخفضت بمرکز الحسينية حيث بلغت 5995 جنيها للفدان وهذا يعنى ان تکلفة إنتاج محصول الارز بمرکز الحسينية تمثل 95 % عن مثيلتها بمرکز فاقوس.کما تبين أن خمس ما يتم إنتاجه يتم توجيهه الى الاستخدامات العائلية ، فى حين الباقى يوجه للبيع ولقد تبين آن حوالى نصف الکمية تسوق الى التاجر الجلاب يليه التوريد للمضارب و أخيرا البيع للمستهلکين القرية وهذا يعنى ان زراع محصول الارز فى ظل ضعف القدرة المالية لصغار الزراع وحاجتهم الملحة أثناء حصاد المحصول ألي الأموال فانهم يقعون فريسة للتجار والمرابين الذين يقومون بإمدادهم بما يلزمهم من الاموال أثناء فترة زراعة المحصول مقابل شراء المحصول بثمن بخس ولذلک فانه من الأهمية بمکان إعادة النظر فى السياسة الزراعية عامة والسعرية خاصة للمحاصيل الاستراتيجية مثل محصول الارز والقمح ، کما أنه بمقارنة منطقتى الزراعة تبين اتجاه الزراع بمرکز الحسينية الى الاستخدام العائلي للأرز او فى الهدايا، بينما يتجه الزراع بمرکز فاقوس الى توجيه إنتاجهم الى البيعمن خلال نتائج الدراسة السابقة لانتاج وتسويق محصول الارز الشعير ومن خلال الوضع الحالى لاسعار الارز الشعير والتى وصلت لاکثر من 3 الاف جنيه للطن خلال الفتره الحالية وهو ما يشير الى مدى استفادة التجار والوسطاء فى تحقيق أرباح طائلة نتيجة لاستحواذهم وتخزينهم  لکميات کبيره من محصول الارز الشعير على الرغم من شرائهم لهذه الکميات بأسعار منخفضه تصل إلى حوالى50 % من السعر الحالى وهو ما يبين ضعف السياسات السعرية والتسويقية فى عدم تحقيق الأهداف المطلوبه لأفراد المجتمع