التوطين فى الأراضى الجديدة هدف قومى وضرورة حتمية لحل مشکلات مصر، والإستثمار فى الأراضى الجديدةقضية تتجاوز مجرد البعد الإقتصادى إتصالاً بأبعاداً أخرى إجتماعية وديموجرافية وأستراتيجية، وتسعى الدولة فى إتجاهه وتدعمه، ويعتمد فى الغالب المرجح على مواردها الذاتية فى المقام الأول.  وقد  إستهدفت هذه الدراسة التعرف على بعض الخصائص الشخصية والمجتمعية للشباب الريفى بمنطقة الدراسة، وعلى أهم دوافعهم للإستثمار فى الأراضى الجديدة، وعلى أهم المشکلات التى تواجههم فى ذلک، والتعرف على أهم مقترحاتهم لحل تلک المشکلات، والتعرف على أهم أسباب فشل شباب أخرين فى الإستيطان بالأراضى الجديدة.  وقد أجريت هذه الدراسة بقرية جلبانة التابعة لمدينة القنطرة شرق - محافظة الإسماعيلية، وقد أختير من هذه القرية بطريقة عشوائية عدد 100شباب ريفى تتراوح أعمارهم ما بين(20-40سنة)، قاموا بالإستصلاح والزراعة فى السنوات العشر الماضية. وجمعت البيانات من المبحوثين باستخدام الإستبيان  بالمقابلة الشخصية فى الفترة من مايو – يوليو2015، وعولجت البيانات المتحصل عليها کمياً، وأستخدم فى تحليلها إحصائياً: النسب المئوية والتکرارات والمتوسط المرجح.   وقد توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج أهمها: -أن 82%من المبحوثين متزوجين، وأن أکثر من نصف المبحوثين 51% مقيمون بالمزرعة إقامة کاملة ومعهم أسرهم، وأن 58%من المبحوثين مزارعهم بعيدة جداً عن موطنهم الأصلى(150 کيلو - فأکثر)، وأن 65% من المبحوثين يجدون صعوبة کبيرة فى تسويق منتجاتهم الزراعية ، وأن غالبية المبحوثين 76% يشعرون بدرجة عالية من الأمن فى المنطقة. -وتشير النتائج إلى أن أهم دوافع الشباب للإستثمار فى الأراضى الجديدة هو الرغبة فى تملک أرض أوسع ، والرغبة فى إيجاد فرص عمل لهم ولأولادهم بعد ذلک، وأن أهم مشکلاتهم هى عدم وضع اليد للغالبية العظمى منهم، وضعف الأمکانيات المادية لهم، وإتضح أن أهم أسباب فشل البعض فى الإستيطان بالأراضى الجديدة هو تأخر العائد من الإستثمار مع نقص الإمکانيات المادية لهم . وتوصى الدراسة بضرورة الإسراع فى عملية تقنين وضع اليد للجادين من الشباب فى زراعتها مع أخذ الضمانات الکافية لعدم إستغلال الأرض فى نشاط أخر غير الزراعة، کما توصى بضرورة دعم الدولة للشباب بقروض ميسرة تساعدهم فى الإستصلاح والزراعة.