التصنيع الزراعي يعتبر طلب مشتقاً للعديد من المنتجات الزراعية , وعلى الرغم من تعدد صور وأنماط التصنيع الزراعي بالريف إلا أن أهمها صناعة طحن الغلال والتي يتم فيها تحويل الحبوب الخام إلى دقيق ومشتقاته وفراکات الأرز والتي يتم فيها تحويل الأرز الشعير إلى أرز أبيض ومشتقاته هذا بالإضافة إلى آلات جرش بعض الحبوب هذا بالنسبة للإنتاج النباتي ، وتنحصر مشکلة البحث في تعدد أنواع وأنماط ومارکات وحدات التصنيع الزراعي المنتشرة بريف محافظات الدراسة إلا أنها بصفة عامة منخفضة من حيث الکفاءة الفنية والاقتصادية بالإضافة إلى ارتفاع نسب ومعدلات الفاقد والتالف أثناء عملية التصنيع, هذا بالإضافة إلى أن منتجات التصنيع لتلک الوحدات غير جيدة المواصفات وتهدف الدراسة إلى الارتقاء بمستوى کفاءة الأداء الفني والاقتصادي للتصنيع الزراعي بريف محافظة الدقهلية وذلک لزيادة القيمة المضافة للعديد من منتجات تلک الصناعات بالإضافة إلى جانب إتاحة فرص عمل جديدة للشباب عامة والخريجين منهم خاصة هذا بالإضافة إلى زيادة هامش الربح وکذلک تخفيض نسبة الفاقد والتالف وتحسين نوعية المنتجات ترجع أهمية البحث إلى إمکانية التعرف على العوامل والمتغيرات التي تؤثر في إدارة وتشغيل وحدات التصنيع الزراعي موضع الدراسة , وبالتالي إمکانية تفعيل وتنشيط الإيجابي منها، وتثبيط وتحجيم السلبي ، أمر هذا شأنه يؤدى إلى الارتقاء بمستوى کفاءة الأداء الفني والاقتصادي لوحدات التصنيع الزراعي بريف محافظة الدقهلية , کما أن نتائج البحث يمکن لمتخذي القرار الاقتصادي الاسترشاد به عند وضع الخطط والبرامج المستقبلية ويعتمد البحث على مصدرين رئيسين للبيانات بيانات ثانوية غير منشورة من مديرية الزراعة بالدقهلية ، وثانيا بيانات أولية لدراسة ميدانية من خلال استمارة استبيان صممت خصيصا لذلک، تم تجميعها بالمقابلات الشخصية مع المبحوثين بعينة الدراسة الميدانية بمحافظة الدقهلية وذلک لتغطية بيانات عام 2016/2017, ويعتمد البحث في تحليل البيانات وعرض ما تتوصل إليها من نتائج على الأسلوبين الوصفي والکمي متمثلا في النسب المئوية وبعض مؤشرات الکفاءة الاقتصادية والفنية وغيرها من المؤشرات الأخرى , ويحتوى البحث إلى جانب المقدمة شاملة المشکلة والهدف والأهمية ومصادر البيانات والأسلوب والطريقة البحثية, بالإضافة إلى الملخص والمراجع على عدة أجزاء رئيسية يمکن حصرها في الأهمية النسبية لوحدات التصنيع الزراعي , والاختيار والملامح العامة لعينة الدراسة الميدانية, ومشاکل ومحددات ومقترحات النهوض بالتصنيع الزراعي . وتبين أن خريطة التصنيع الزراعي بعينة الدراسة الميدانية بمحافظة الدقهلية خلال عام 2016 / 2017 أنها اشتملت على مشروعات فراکة أرز , مطاحن موانئ , مدشة حبوب , وأخري , وقد وجد أن فراکة الأرز تأتي في المرتبة الأولى يليها مطاحن الموانئ في المرتبة الثانية ثم مدشة الحبوب حيث بلغت حوالي 32,00 % , 21,00 % , 20,00 % على الترتيب . بالتکرار النسبي لآراء المبحوثين بعينة الدراسة بمحافظة الدقهلية أفاد حوالي 44,44 % بوجود مشاکل في حين أفاد الباقون وهم حوالي 55,56 % بعدم وجود مشاکل , وقد تبين أن هذه المشاکل تتوزع بالتساوي حوالي 25 % وهى غير متاحة, نادرة ,مرتفعة الثمن , مغشوشة بعينة الدراسة . أما فيما يتعلق بالتکرار النسبي لآراء المبحوثين بعينة الدراسة بمحافظة الدقهلية حول تلک الجهات انه يأتي في مقدمتها التأمينات بأهمية نسبية حوالي 31,25 % في حين الضرائب بلغت حوالي 25 % يليها المجالس القروية 18,75 % وقد تساوت لکل من التموين ،الضرائب بأهمية نسبية لکل منها حوالي 12,50 % .أما فيما يتعلق بالتکرار النسبي لآراء المبحوثين بعينة الدراسة بمحافظة الدقهلية حول کيفية التخلص من المخلفات في الإلقاء في الترع ، والأجران والمناطق البور بأهمية نسبية بلغت حوالي 50 % على کل حده وانعدمت باقي وسائل التخلص من المخلفات ممثلة في معالجة ذاتية ،الصرف الصحي، الحرق . وفيما يتعلق بالتکرار النسبي لآراء المبحوثين بعينة الدراسة بمحافظة الدقهلية أفاد حوالي 88,89 % بوجود مشاکل ومعوقات في حين أفاد الباقون وهم حوالي 11,11 % بعدم وجود مشاکل ومعوقات وقد تبين أن المشاکل الإدارية بلغت أقصاها في روتين حکومي بأهمية نسبية بلغت حوالي 69,23 % يليها إجراءات طويلة بحوالي 23,08 % ثم تعقيدات إدارية بحوالي 7,69 % وأما المشاکل التموينية فبلغت أقصاها في ضعف القدرة المالية بحوالي 27,78 % يليها عدم وجود قدرة تمويل حکومي بأهمية نسبية بلغت حوالي 22,22 % وتساوت کل من مطلوب ضمانات وسعر فائدة مرتفع بحوالي 16,67 % کل على حده ثم انخفاض حجم القرض بحوالي 11,11 % وأخيرا شروط السداد صعبة بحوالي 5,56 %. وفيما يتعلق بالمشاکل الفنية فبلغت أقصاها في کل من عدم توفر معلومات فنية ،صعوبة الحصول على الآلات حيث بلغت حوالي 31,25 % لکل منها يليها عدم وجود ورش صيانة بحوالي 18,75 % ثم عدم وجود تدريب للعمالة بحوالي 12,50 % وأخيرا ارتفاع سعر قطع الغيار بحوالي 6,25 % . ويعتبر إدارة وتشغيل جرش الحبوب تشغيلاً ذاتياً أکفأ اقتصادياً من حيث صافي العائد للطن بالجنية حيث يبلغ حوالي 130,9 جنيهاً للطن ، أما بالنسبة للمؤشرات الفنية فإنه لتوفير فرصة عمل واحدة في العام يستلزم الأمر استثمار حوالي 8292 جنيهاً للعامل سنوياً في حالة الإدارة والتشغيل الذاتي ، ويتضح من إدارة وتشغيل مطاحن الموانئ تشغيلاً ذاتياً أکفأ اقتصادياً من حيث صافي العائد للطن بالجنية حيث تبلغ حوالي 582,18 جنيهاً للطن ، أما بالنسبة للمؤشرات الفنية فإنه لتوفير فرصة عمل واحدة في العام يستلزم الأمر استثمار حوالي 8077,92 جنيهاً للعامل سنوياً في حالة الإدارة والتشغيل الذاتي، ويعتبر إدارة وتشغيل فراکة الأرز تشغيلاً ذاتياً أکفأ اقتصادياً من حيث صافي العائد للطن بالجنية حيث يبلغ حوالي 739,07 جنيهاً للطن , أما بالنسبة للمؤشرات الفنية فإنه لتوفير فرصة عمل واحدة في العام يستلزم الأمر استثمار حوالي 12065,58 جنيهاً للعامل سنوياً في حالة الإدارة والتشغيل الذاتي . وبمقارنة القيمة المضافة لأنماط التصنيع الذاتي تبين أنها ارتفعت لتصل أقصاها في فراکات الأرز ، يليها مطاحن الموانئ وانخفضت لتصل أدناها في مدشة الحبوب وذلک بالنسبة للإنتاج النباتي ، أما بالنسبة للتشغيل لحساب الغير فإنها ارتفعت لتصل أقصاها في مطاحن الموانئ ، يليها فراکات الأرز ،وتنخفض لتصل أدناها لمدشة الحبوب . وعلى ضوء ما سبق يمکن القول أن القيمة المضافة تختلف وفقا للتصنيع الزراعي , وکذلک من نمط تصنيعي إلى أخر وأخيرا وفقا للتصنيع الذاتي . وعلى ضوء النتائج السابقة فإن البحث يوصى بأهمية النهوض بالکفاءة الاقتصادية والفنية للتصنيع الزراعي بالريف المصري عامة وبريف محافظة الدقهلية خاصة وذلک من خلال الاهتمام بکلا من : 1- حصر شامل ودقيق لکل أنشطة ومشروعات التصنيع الزراعي مهما صغر حجمها ودلک لإمکانية قيام الجهات الحکومية مثل التموين والصحة والإدارة المحلية بالإشراف عليها ومتابعة نشاطها. 2- على ضوء ما جاء بسابقة يمکن عمل خريطة رسمية لأنشطة ومشروعات التصنيع الزراعي وبالتالي يمکن معالجة نقاط الضعف فيها والخلل وتغطية المناطق الجغرافية بتلک الأنشطة والمشروعات. 3 - تحديث آلات ومعدات أنشطة ومشروعات التصنيع الزراعي وذلک بتقديم قروض ميسرة لأصحابها وتحديثها وتطويرها لما لذلک من اثر في تحسين نوعية وجودة المنتج وخفض الفاقد والتالف وخفض تکاليف الإنتاج. 4- تشجيع شباب الخريجين بالعمل في مجال الأنشطة ومشروعات التصنيع الزراعي من خلال قروض مقدمة من الصندوق الاجتماعي بفائدة ميسرة وضمانات متوفرة مما يعنى رفع کفاءة تلک الصناعات من جانب ، وإيجاد فرص عمل منتجة للشباب وبالتالي التخفيف من حدة مشکلة البطالة من جانب أخر. 5- محاولة الربط بين أنماط وأنشطة ومشروعات التصنيع الزراعي الريفي ومثيلتها من الصناعات الکبيرة العملاقة في المجال الواحد مثل فراکات الأرز ومضارب الأرز للاستفادة من الخبرات المتاحة بتلک الصناعات العملاقة . 6- تشجيع أنشطة ومشروعات التصنيع الزراعي الريفي على القيام من خلال مکاتب التصدير بتصدير منتجاتها للخارج مما يعود عليها بدخل وفير ويشجع على توسيع قاعدة الإنتاج وفتح فرص عمل جديدة .