تعتبر النباتات الطبية والعطرية ذات قيمة اقتصادية کبيرة حيث يزداد الطلب عليها محلياً وعالمياً لما تتميز به من استخدامات متعددة في الکثير من المجالات، إلا أنه لوحظ في السنوات الأخيرة تراجع  نسبة قيمة الصادرات من هذه الحاصلات من الصادرات الزراعية الکلية، لذااستهدف البحث بشکل عام دراسة الوضع التنافسي للصادرات المصرية من بعض النباتات الطبية والعطرية في أهم الأسواق المستوردة لها وتقدير بعض معايير کفاءة الصادرات لأهم محاصيل النباتات الطبية والعطرية موضع الدراسة. وبدراسة تطور قيمة صادرات مصر الکلية والزراعية والنباتات الطبية والعطرية خلال فترة الدراسة، اتضح تزايد قيمة الصادرات المصرية الکلية والزراعية وصادرات النباتات الطبية والعطرية بمعدلات معنوية إحصائياً بلغت نحو 10.7%، 13.8%، 2.8% سنوياً على الترتيب. وبدراسة تطور إجمالي قيمة وکمية صادرات مصر من البردقوش خلال الفترة (2008 – 2015)، اتضح وجود تذبذب طفيف سواء في الکميات المصدرة من البردقوش أو قيمة الصادرات أو حتى سعر التصدير وهذا ما عکسته قيمة معامل عدم الإستقرار. وبدراسة تطور إجمالي قيمة وکمية صادرات مصر من الشيح خلال نفس الفترة يتضح وجود تراجع ملحوظ سواء في الکميات المصدرة من الشيح أو قيمة الصادرات خلال سنوات الدراسة وهذا ما عکسته نتائج  قيمة معامل عدم الإستقرار لتلک القيم. وبدراسة تطور إجمالي قيمة وکمية صادرات مصر من الکراوية اتضح تراجع ملحوظ سواء في الکميات المصدرة من الکراوية أو قيمة الصادرات خلال سنوات الدراسة وربما يُعزى ذلک إلى انخفاض القدرة التنافسية لصادرات مصر منها بالأسواق العالمية. وهذا ما عکسته نتائج  قيمة معامل عدم الإستقرار لتلک  القيم.وبدراسة أثر کمية الصادرات وسعر التصدير على قيمة الصادرات المصرية من البردقوش خلال فترتي الدراسة (2008- 2010)، (2013- 2015)، لوحظ أن أثر سعر التصدير أقوى من کمية الصادرات بشکل واضح، حيث تبين أن تأثير سعر التصدير يمثل نسبة عالية من التأثير على قيمة الصادرات ومن ثم تُعد أسواق البردقوش باحثة عن السعر من الدرجة الأولى حيث تعطي أهمية کبيرة لسعر التصدير أکثر من الکمية المستوردة.  وتشير النتائج أيضاً أن تأثير کمية الصادرات من الشيح المصري للسوق العالمي على قيمة الصادرات کان تأثير قوي، حيث تبين أن تأثير کمية الصادرات تمثل نسبة عالية على قيمة الصادرات وأنها أسواق باحثة عن الجودة من الدرجة الأولى حيث تعطي أهمية کبيرة للکمية المستوردة أکثر من سعر التصدير ذاته.  وفي ذات السياق تشير النتائج أن تأثير کمية الصادرات من الکراوية المصرية للسوق العالمي على قيمة الصادرات کان تأثيراً قوياً، حيث تبين أن تأثير کمية الصادرات تمثل نسبة عالية على قيمة الصادرات وأنها أسواق باحثة عن الجودة من الدرجة الأولى حيث تعطي أهمية کبيرة للکمية المستوردة أکثر من سعر التصدير ذاته.  وبدراسة التوزيع الجغرافي لکميات الصادرات المصرية من البردقوش لأهم دول العالم تبين احتلال بولندا وألمانيا للمراکز الأولى من حيث الکميات التي يتم استيرادها من مصر وذلک خلال الفترة (2008- 2015). وفيما يتعلق بالشيح وجد أن ألمانيا ولاتفيا هي الدول الأکثر استيراداً للشيح من مصر خلال سنوات الدراسة. وبالنسبة لمحصول الکراوية لوحظ وجود انخفاض کبير في الصادرات المصرية منها لدول العالم وهذا يشير إلى انخفاض قدرتها التنافسية بين الأسواق العالمية ولکن مع ذلک نلاحظ أن ألمانيا والولايات المتحدة وبولندا هي الدول الأکثر استيراداً لهذا المحصول خلال سنوات الدراسة. وباستعراض قيم مقياس الميزة النسبية الظاهرة والمعدلة للمحاصيل المدروسة (البردقوش/الشيح/الکراوية) خلال الفترة (2008-2015)، أوضحت النتائج أن کلاً من البردقوش والشيح يتمتعان بميزة نسبية منخفضة مقارنة بالکراوية وذلک بسبب وجود منافسة شديدة فى الأسواق الخارجية، في حين تراوحت الميزة النسبية للکراوية بالنسبة للفترة محل الدراسة بين الارتفاع في بعض الأسواق والانخفاض في أسواق أخرى حيث ارتفعت بالنسبة لألمانيا والولايات المتحدة وبولندا وإيطاليا وبلجيکا وروسيا ولاتفيا ولبنان فى حين انخفضت هذه الميزة النسبية في فرنسا وهولندا وأسبانيا. وباستعراض قيم معامل الترکز السلعي للصادرات المصرية من البردقوش والشيح والکراوية لأهم دول العالم اتضح أنها تقل بکتير عن 40% وهذا يدل على زيادة درجة التنوع السلعي للصادرات المصرية من البردقوش والشيح والکراوية وهذا يُعد من عوامل النجاح للسياسة التصديرية والتي تعتمد على التنوع وتقليل المخاطرة بالإعتماد على محصول أو منتج واحد أو عدد قليل من المحاصيل والمنتجات التصديرية.