استهدفت الدراسة قياس إدراک العاملين بالمنظمات التنموية الريفية لظاهرة التغيرات المناخية في ريف محافظة المنوفية،وقد أمکن تحقيق هذا الهدف الرئيسي من خلال تحقيق الأهداف الفرعية التالية: تحديد مصادر معلومات العاملين بالمنظمات التنموية عن ظاهرة التغيرات المناخية في منطقة الدراسة، والتعرف على أسباب ظاهرة التغيرات المناخية من وجهة نظر العاملين بالمنظمات التنموية، وتحديد مستوى إدراک العاملين بالمنظمات التنموية لآثار ظاهرة التغيرات المناخية، والتعرف على آراء العاملين بالمنظمات التنموية عن کيفية التأقلم مع ظاهرة التغيرات المناخية، والوقوف على مدى اهتمام المنظمات التنموية بظاهرة التغيرات المناخية، والأدوار المحتملة لمسؤوليها في مساعدة الريفيين لمواجهة أخطار الظاهرة.وقد تحدد النطاق الجغرافي لإجراء الدراسة في ريف محافظة المنوفية، کما تحددت شاملة الدراسة في جميع العاملين ببعض المنظمات التنموية بالقرى الواقعة بنطاق خمسة مراکز إدارية من مراکز المحافظة، وهي: قريتي سُبک الأحد، وکفر أبو محمود بمرکزأشمون، وقريتي أبو سنيطة،وجراون بمرکز الباجور، وقريتي سلکا، وکفر الدبايبة بمرکز شبين الکوم، وقرية سرس الليان بمرکز منوف، وقرية زاوية البقلي بمرکز الشهداء، ليبلغ اجمالي عدد القرى التي شملتها الدراسة 8 قرى. وقد شملت الدراسة غالبية أنواع المنظمات التنموية الموجودة بتلک القرى، الحکومية منها وغير الحکومية وهي: الوحدات المحلية القروية، والوحدات الصحية، والمدارس، والمراکز الارشادية، والجمعيات التعاونية الزراعية، والوحدات البيطرية، ومراکز الشباب الريفية، وجمعيات تنمية المجتمع، هذا وقد بلغ قوام عينة الدراسة 140 من العاملين بتلک المنظمات، تم اختيارهم بشکل عمدي، حيث تمت مراعاة المستوى العلمي والثقافي لأفراد العينة، وذلک لخصوصية موضوع الدراسة الذي قد لا تتوافر عنه خلفية جيدة لدى غالبية الريفيين.وقد تم استخدام الاستبيان بالمقابلة الشخصية لجمع البيانات، وجمعت البيانات خلال شهري يناير وفبراير من العام 2017م. وقد اشتملت استمارة الاستبيان على عدد من المتغيرات الشخصية والتي تمثلت في: السن، والمؤهل الدراسي، وعدد سنوات الخدمة في المنظمة. کما تضمنت الاستمارة متغيرات خاصة بظاهرة التغيرات المناخية وهي متغيرات: مصادر المعلومات عن ظاهرة التغيرات المناخية، وأسباب ظاهرة التغيرات المناخية، وإدراک العاملين بالمنظمات التنموية لآثار ظاهرة التغيرات المناخية، واهتمام المنظمات التنموية بظاهرة التغيرات المناخية، والأدوار المحتملة لمسؤوليها في مساعدة الريفيين لمواجهة أخطار الظاهرة. وقد تبين من نتائج الدراسة:جهوزية غالبية العاملين بالمنظمات التنموية أفراد عينة الدراسة للقيام بمهام نشر والتوعية بالآليات التأقلمية مع ظاهرة التغيرات المناخية، يستدل على ذلک من ارتفاع مستوى إدراک غالبيتهم لآثار ظاهرة التغيرات المناخية على البيئة الريفية (73% من الإجمالي)، کما أدرکت الغالبية أسباباً جوهرية لظاهرة التغيرات المناخية، جاء في مقدمتها الإفراط في استخدام الوقود (79% من الإجمالي)، وحرق المخلفات المزرعية في الحقول (77% من الإجمالي). کما کانت استجابة غالبيتهم على بنود آليات التأقلم الريفي مع التغيرات المناخية إيجابية، حيث بلغت أعلى نسبة استجابة 90%، وکانت على آلية زراعة أصناف المحاصيل التي تتحمل الملوحة، ودرجات الحرارة المرتفعة، وأدنى استجابة کانت بنسبة 72% وکانت على آلية تغيير أصناف المحاصيل لتتلاءم وطبيعة الظروف الجوية المستقبلية. کما أشارت النتائج الى تنوع المصادر التي يحصل من خلالها أفراد عينة الدراسة على معلوماتهم بشأن التغيرات المناخية، وقد تبين احتلال وسائل الاعلام على اختلافها –(تليفزيون، وصحف، وراديو، وانترنت) – موقع الصدارة بين المصادر المعلوماتية المختلفة التي يستعان بها في هذا المجال.ضعف اهتمام المنظمات التي ينتمي اليها غالبية أفراد عينة الدراسة بظاهرة التغيرات المناخية (76% من الإجمالي)، إلا أنه تبقى هناک نسبة مبشرة تقترب من ربع حجم عينة الدراسة تنتمي الى منظمات لديها اهتمام بظاهرة التغيرات المناخية، وبخاصة الاهتمام بجوانب التوعية والتثقيف حول جوانب وأبعاد الظاهرة، حيث تعد غالبيتها مطبوعات إرشادية للتعريف بالتغيرات المناخية، وندوات للتوعية بخطورة آثارها، وکيفية التکيف مع هذه الآثار، والحد من مخاطرها.وجود رؤية مستقبلية لدى العاملين بالمنظمات التنموية عن الأدوار المحتملة للمسؤولين بالقرى لمساعدة الريفيين على مواجهة أخطار ظاهرة التغيرات المناخية، جاء على رأسها الدور التوعوي بخطورة التغيرات المناخية على المحاصيل المختلفة، وعن أهمية التکيف مع التغيرات المناخية بالنسبة للمحاصيل من حيث الأنواع، ومواعيد الزراعة والتخلص الآمن من المخلفات المزرعية.وقد أوصت الدراسة بالآتي:إمکانية الاعتماد على العاملين بالمنظمات التنموية الريفية من ذوي الکفاءة في نشر والتوعية بالآليات التأقلمية مع ظاهرة التغيرات المناخية، والحد من مخاطرها على البيئة الريفية.استثارة المنظمات التنموية ضعيفة الاهتمام بظاهرة التغيرات المناخية، للاستفادة من جهودها التوعوية والتثقيفية والارشادية لمساعدة الريفيين على مواجهة أخطار الظاهرة، والتکيف مع آثارها الحالية والمستقبلية.الاستغلال الأمثل لوسائل الاعلام المختلفة، المرئية والمسموعة والمقروءة لتحقيق أقصى استفادة ممکنة في إيصال المعلومات الصحيحة الکافية عن ظاهرة التغيرات المناخية من مصادرها الموثوقة، حيث تتمتع هذه الوسائل بمصداقية وموثوقية لدى العاملين بالمنظمات التنموية، کما أن هذه الوسائل واسعة الانتشار، وتوفر کثير من الوقت، والتکاليف المادية إذا ما قورنت بأي وسيلة ارشادية أخرى.إجراء دراسات أکثر عمقاً في مناطق ريفية أخرى على مستوى الجمهورية، تختلف في خصائصها، ودرجة تأثرها أو تکيفها مع ظاهرة التغيرات المناخية، وذلک لتوفير قدر أکبر من المعلومات عن طبيعة الظاهرة، ومن ثم اقتراح آليات أکثر للتأقلم معها والحد من مخاطرها.